بوتان..«سويسرا آسيا» تتمسك بحيادها

لم يدخلها التلفزيون إلا في التسعينات، وفيها صحيفة واحدة، ولا يزيد عدد دور السينما فيها على اربع، ولا يزيد حجمها عن حجم سويسرا، وهي من أشد بلدان العالم فقرا، وتغطّ بثقافتها المحافظة والمستمدة في معظمها من البوذية في سبات عميق على هامش عصرنا، بكل ما فيه من ضوضاء وقلق ولهاث وراء المال والرفاهية، وبعيداً عن عالمنا بما فيه من صخب وتكنولوجيا وتعقيدات وحروب ومتاعب سياسية، إنها مملكة بوتان الواقعة في جبال الهمالايا بين الهند والصين والتي يعني اسمها بالهندية «نهاية التيبت» وعاصمتها تيمفو التي يعني اسمها بلغة دزونغ التي ينطق بها أهلها «بلاد التنين». تتعرض بوتان في الفترة الأخيرة لضغوط هائلة لاستقطابها سياسياً، وهو وضع جذبها الى بؤرة الاهتمام الإعلامي.

يتسم تاريخ بوتان حتى القرن الثامن بكثير من الغموض، ولكن أول من وحّدها هو الملك ناوا نامغا عام ،1639 ثم أصبحت تحت حماية الإنجليز في 1910 الذين استمرت سيطرتهم عليها حتى عام ،1947 حيث نقلوا حمايتها إلى الهند التي استقلت في ذلك العام ثم منحت بوتان استقلالها عام .1949

وينحدر معظم شعب بوتان الذي لا يزيد تعداده على 376 ألفاً من قبائل التيبت، خصوصاً النالونغ، ولكن هناك نسبة لا بأس بها من النيباليين في الجنوب ويسمون لوكشامكا، وثلاثة ارباع البوتانيين بوذيون والربع المتبقي من الهندوس.

ونظام الحكم في بوتان ملكي دستوري ديمقراطي، فالملك جيغمي نمجيل وانغشاك حالياً هو رئيس الدولة، ولكن إذا أراد 66٪ من مجلس الدولة الـ«تسودو» عزله فذلك ممكن.

وتتميز بوتان بالأمن والاستقرار السياسي، فهي بعيدة عن التوترات السياسية والقلاقل العرقية والدينية التي تعاني منها جاراتها مثل الهند ونيبال والصين، وفي عام 2003 دخلت الى اراضيها اعداد مما سمي جيش حزب التحرير المتحد لولاية اسام الهندية والذي يحارب الحكومة الهندية من أجل استقلال تلك الولاية، ولكن تم طردهم وتشديد الاجراءت الامنية.

ويقول سياسيون في تيمفو إن حفاظها على عضويتها في الامم المتحدة يحميها من أطماع الهند والصين في ضمها، كما حدث بالنسبة للأولى التي ضمت منطقتي سيكيم ولاداخ والثانية التي ضمت هضبة التيبت.

تويتر