عباس يتمسك بالسلام وخيار المقاومة

عباس يرفض محاولات البعض «المتاجرة» بدم عرفات. أ.ب

افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس، المؤتمر السادس لحركة «فتح» بعد20 عاماً من سابقه، بالدعوة إلى السلام مع اسرائيل مع الإبقاء على خيار المقاومة، معترفاً في الوقت نفسه بأن «فتح» التي يتزعمها ارتكبت «أخطاء» ادت الى هزيمتها امام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، ودعا الحركة الى «انطلاقة جديدة».

وتفصيلاً، قال عباس امام مندوبي حركته في مؤتمرها العام في بيت لحم «بفعل انسداد آفاق عملية السلام وأيضاً بسبب أخطائنا وجملة من ممارساتنا وسلوكياتنا المرفوضة جماهيرياً، وأدائنا الضعيف وابتعادنا عن نبض الجماهير وضعف انضباطنا التنظيمي، خسرنا انتخابات المجلس التشريعي الثانية وبعد ذلك خسرنا غزة». وكانت «فتح» تهيمن من دون منازع على السلطة الفلسطينية. لكنها هُزمت في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2006 في الأراضي الفلسطينية امام «حماس» التي طردتها لاحقاً من قطاع غزة في يونيو .2007

وقال عباس «أوشكنا على خسارة ما تبقى من السلطة، لكننا قاومنا وصمدنا وبادرنا، وحافظنا على السلطة بديلاً عن خطر اعادة كل الأمور إلى الاحتلال. عملنا ليل نهار من اجل توفير الأمن لمواطنينا، وهو أمر كان يبدو مستحيلاً بسبب الفوضى والفلتان الأمني الداخلي، والتدخل المتواصل من قبل إسرائيل».

ويعقد المؤتمر العام للحركة للمرة الأولى منذ ،1989 والسادس فقط منذ ان اسسها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في نهاية الخمسينات. واشار عباس الى رغبة الشعب الفلسطيني في اخراج عملية السلام من طريقها المسدود مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال «وهو ما يقره القانون الدولي بما في ذلك المقاومة المسلحة». وهاجم عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو متهماً إياه بتدمير اي فرصة لاستئناف مفاوضات السلام من خلال رفضه تجميد الاستيطان وهدر حقوق الفلسطينيين في القسم العربي من القدس وفي وادي الأردن.

كما اتهم الحكومة الإسرائيلية بممارسة «التطهير العرقي» في القدس الشرقية من خلال تدمير البيوت ونشر المستوطنين في الأحياء الفلسطينية.

وقال ان هذه الهجمة المتصاعدة والمترافقة برفض إسرائيلي لوقف النشاطات الاستيطانية، كفيلة بإجهاض الجهد الدولي لإحياء عملية السلام.

وأوضح ان الهجمة الاستيطانية في السنوات الماضية، أسهمت في تبديد زخم الآمال التي اطلقها توقيع اتفاقات السلام في ،1993 وفي اثارة الشكوك لدى شعبنا حول جدوى وجدية العملية التفاوضية بأسرها، وفي نشر اجواء اليأس من امكانية التوصل إلى السلام. كما هاجم عباس «انقلابيي» «حماس» بشدة، مديناً «القمع» الذي تمارسه في غزة ضد ناشطي «فتح» واتهمهم بعرقلة الحوار مع حركته بهدف المصالحة الفلسطينية. وقال عباس انه ليس من حق «حماس» او اي فصيل اخر ان يختار من تلقاء نفسها ما الذي تستلزمه المقاومة. وجدد الدعوة في كلمته إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وقال إن خيار الانتخابات العامة أضحى هو الأخير بعد فشل جميع جولات ومبادرات الحوار الفلسطيني مع حركة «حماس» برعاية مصرية. ورفض محاولات البعض «المتاجرة» بدم عرفات، في إشارة إلى اتهامات رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي له بالتواطؤ مع إسرائيل لاغتيال عرفات، وقال إن ذلك «عيب ويجب أن يتوقف». وخصص عباس الجزء الأكبر من كلمته لتمجيد عرفات والقادة التاريخيين للحركة. في سياق متصل كشف مسؤولون فلسطينيون عن مسودة برنامج جديد لـ«فتح» تدعو الى اشكال جديدة من المقاومة مثل العصيان المدني ضد توسيع المستوطنات وحواجز الضفة. وبشكل حاسم تترك المسودة خيار «النضال المسلح» مفتوحاً اذا فشلت المحادثات مع اسرائيل ولا تستبعد اصدار اعلان من جانب واحد بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقطاع اذا استمرت المفاوضات متوقفة. وقال متحدث باسم نتنياهو إنه لن يصدر تعليق فوري على كلمة عباس. ومنعت حركة «حماس» التي تدير القطاع مندوبي «فتح» الذين يعيشون في القطاع والبالغ عددهم 400 من السفر الى مدينة بيت لحم لحضور المؤتمر.

تويتر