شركات أوروبية تلوث أفقر بلد في العالم

عندما قررت شركة «غاب» أن تبدأ خط انتاجها من بناطيل الجينز وقمصان تي شيرت في ليسوتو، استبشر اهل البلد الذي يعتبر الافقر في العالم، والذي يعاني من وباء الإيدز بتحسن احوالهم المعيشية، ولكن التحقيقات التي اجرتها صحيفة صندي تايمز كشفت أن اقامة هذا المشروع نجم عنه القاء اطنان من مخلفات صنع الملابس والتي يعتبر معظمها خطراً، في مواقع غير مخصصة لهذا الغرض وقريبة من المناطق السكنية. وانجذب الاطفال والمشردون الى تلك الأطنان من المخلفات خلال الأشهر الـ12 الماضية. وليس هذا فحسب، وإنما هذا ادى إلى وجود المخلفات التي تسرب مواد كيماوية على نهر موجود في المنطقة يحصل منه الناس على مياه الشرب والطبخ. وليسوتو أرض معزولة، وهي مملكة تحيط بها دولة جنوب افريقيا من جميع الجهات. وتعتمد على صناعة الألبسة من اجل دعم اقتصادها ومنعه من الانهيار. ويعمل فيها اكثر من 50 مصنعاً للألبسة، مملوكة لأشخاص من تايوان. وكشفت الصحيفة أن بعض الأقمشة تحوي مواد كيماوية مثل هيدروكسيد الصوديوم المعروف عنها بأنها تسبب حروقاً كيماوية. ويعاني العديد من الاطفال الذين يعملون في مكبات القمامة او يعيشون بالقرب منها من مشكلات في جهاز التنفس وحروق في اعينهم، في حين ان آخرين يشتكون من مشكلات في الجلد. وتحدثت تابيسو لياهو 11 عاماً، وشقيقتها موتسليسي 8ا عاماً، عن الروتين المزري المتعلق بانتظار سيارات الشحن التي تأتي لإلقاء مخلفات مصانع الملابس. وقالت تابيسو «توفي والدنا بسبب الإيدز، ولذلك فإننا نجمع مخلفات هذه المصانع لبيعها لجيراننا، وهم يستخدمونها لحرقها بدلاً من الحطب. ولكن عند استخدامها لهذا الغرض يصدر عنها سحب كثيفة من الدخان والروائح المرعبة». وتدرك تابيسو مدى الخطر الناجم عن المواد الكيماوية، وتقول «نحك اجسمامنا طيلة اليوم، كما ان بعض المواد التي نجمعها توجد فيها مساحيق تصيب ايدينا وأذرعنا بحروق كبيرة. وقامت إحدى الفتيات بحك عينيها الشهر الماضي ، وبدات بالصراخ من شدة الالم.واحيانا تصاب اجسامنا بالطفح الجلدي.واقسى مايمكن ان نواجهه هو الحروق». وقال الناشط من مركز حماية البيئة في ليسوتو جون بوماساكا « يجب ان يدرك العالم ان بعض اكثر الشعوب فقرا في العالم يتعرضون للاستغلال وتدمر بيئتهم من قبل شركات غربية ».وتقول هذه الشركات انها تساعد افريقيا ولكن من ينظر حوله يرى ان الوضع غير ذلك تماما .

الأكثر مشاركة