احتدام التوتر بمنطقة الإنديز لم يصل إلى درجة الغليان

تشافيز يحذر من أنه سيبحث عن بدائل للواردات الكولومبية.                        رويترز

جمّد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا مرتين، محذراً من مواجهة وربما حرب في منطقة الانديز، وفي المرتين هدأت التوترات وتدفقت التجارة كالمعتاد عبر الحدود.

وتجدد الخلاف مرة أخرى بين فنزويلا وكولومبيا بسبب اتهامات وجهتها بوغوتا لكراكاس بامداد المتمردين الكولومبيين بالسلاح، وخطة لكولومبيا تسمح بوصول المزيد من القوات الاميركية في قواعدها العسكرية في عمليات محاربة المخدرات.

ولكن اعتماد جارتي الانديز الشديد على بعضهما تجاريا وتدخل حكومات يسارية معتدلة كحكومة البرازيل وتشيلي في الازمة يضمن أن الخلاف الجديد لن يتجاوز حدود الكلام الخشن والاجراءات القصيرة الأجل.

وكان تشافيز وهو عدو لدود لنفوذ الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية سحب دبلوماسييه من بوغوتا بسبب الازمة، ومنع يوم الاربعاء الماضي شركة نفط كولومبية من العمل في حقول النفط الفنزويلية، وأوقف بعض واردات السيارات من كولومبيا.

وقال فيل ماكلين، وهو دبلوماسي أميركي سابق في منطقة الانديز، ويعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «السجل يفيد أنه يقدم على تلك الخطوات، ولكن لفترة قصيرة الى حد ما ثم يتم العدول عنها وتقفز الصادرات الكولومبية لفنزويلا بدلا من أن تتراجع».

وسيظل التهديد باستخدام القوة بسبب الوجود العسكري الاميركي مصدراً للتوتر، وستبحث حكومات أميركا الجنوبية التي تشعر بالقلق من الوجود العسكري المتزايد خطة كولومبيا المتعلقة بالقواعد العسكرية في قمة اقليمية تعقد في الاكوادور غداً.

واجتمع رئيس كولومبيا ألفارو أوريبي بالفعل بالعديد من الرؤساء لتهدئة مخاوفهم من الاقتراح الخاص بزيادة عدد القوات الاميركية في بلاده والتي يقول انها تستهدف مهاجمة طرق تهريب المخدرات.

واندلعت الأزمة في يوليو الماضي عندما اتهمت كولومبيا، وهي حليف مهم لواشنطن في المنطقة، فنزويلا بتقديم قاذفات صواريخ لمتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية، كما أثار حديث كولومبيا عن قبول المزيد من القوات الاميركية في سبع قواعد عسكرية في أراضيها انتقادات اقليمية، لاسيما من كراكاس.

ويقول تشافيز- وهو جندي سابق كثيرا ما يتهم واشنطن بالتخطيط لغزو بلاده العضو في منظمة الدول المضدرة للبترول، إن «الوجود العسكري المتزايد في المنطقة قد يشعل حربا». ونفى الرئيس الاميركي باراك أوباما أن تكون واشنطن بصدد فتح قواعد عسكرية جديدة في كولومبيا. وقال انه لا يعتزم ارسال أعداد كبيرة من القوات الاضافية هناك، ولكن التوتر سيستمر في منطقة الانديز، حيث يوجد خلاف بين كل من تشافيز ورئيس الاكوادوررفائيل كوريا اليساري من جهة، وأوريبي المحافظ من ناحية أخرى بسبب الحرب التي يشنها بدعم من الولايات على ميليشيات القوات المسلحة الثورية الكولومبية التي تحارب بوغوتا منذ أكثر من 40 عاماً. وبينما يحذر تشافيز من أنه سيبحث عن بدائل للواردات الكولومبية فإن الجارتين شريكان تجاريان طبيعيان ويقدر حجم التجارة المتبادلة بينهما بنحو سبعة مليارات دولار، من بينها صادرات غذائية مهمة لفنزويلا.

تويتر