أكراد يفضّلون السلام مع تركيا
أعلن سكان مدينة أروح التركية الحرب ضد الحكومة المركزية، قبل 25 عاماً، واستمر القتال بين المسلحين الأكراد والجيش التركي منذ ذلك الوقت. وعلى الرغم من كونها معقل الثورة الكردية إلا أن سكانها باتوا يفضلون السلام العادل مع أنقرة، وإنهاء عقدين ونصف من المواجهات وغياب الثقة. ويطمح سكان المدينة الواقعة جنوب البلاد، الى أن يتوصل زعماء حزب العمال الكردستاني المناوئ لتركيا، إلى مخرج للصراع الدموي الذي طال أمده.
وقتل قرابة 45 ألف شخص خلال هذا الصراع الطويل، وستبقى القائمة مفتوحة إذا لم يجلس الطرفان حول طاولة الحوار، الأمر الذي يأمل فيه سكان المدينة الصغيرة.
وقبل أسبوعين قالت الحكومة التركية إنها تعتزم تقديم مقترحات بخصوص خطة سلام مع الأكراد، وفي المقابل نقل عن زعيم الحزب، عبدالله أوجلان، المعتقل في سجن خاص على جزيرة إمرالي، إنه يعتزم تقديم تصوّره لتسوية «عادلة» مع الحكومة. ومن أجل دعم هذه المبادرة غير المسبوقة سينظم حزب من أجل مجتمع ديمقراطي، مهرجانا جماهيريا ضخما في أروح. ومن خلال هذه التظاهرة الشعبية، وعدد من الفعاليات التي بدأت منذ فترة، تحاول النخب الكردية تمرير رسالة مهمة إلى القيادة التركية، تكمن في رغبة المواطنين جنوبي البلاد في السلام والاستقرار.
يقول عمدة المدينة مليهان أوكتاي، «لقد سالت دماء بما يكفي وحان الوقت لإيجاد حل سياسي». ويعتقد أوكتاي الذي لديه شقيق معارض في السجن وآخر في صفوف حزب العمال، أن الخلاف مع أنقرة قد طال أمده وأن التوتر في الإقليم الكردي يعيق النمو ويفاقم مشكلة الفقر فيه. ويضيف العمدة «استتباب الأمن وعودة الاستقرار من خلال المفاوضات سيعيد المعتقلين إلى ذويهم ويسهل الإفراج عن أوجلان». ويستعد أكراد المنطقة للاحتفالات بيوم 15 من أغسطس الذي يعتبر مناسبة قومية، لأن هذا اليوم من عام 1984 يصادف ذكرى «نهضة الشعب الكردي»، حسب أوكتاي. وفي سياق متصل، لاتزال العمليات العسكرية في الإقليم مستمرة، فقبل أيام اندلعت مواجهة عنيفة بين جنود أتراك ومقاتلين من حزب العمال، قتل خلالها جندي وجرح آخرون. كما حكم على ناشط في الحزب بالسجن خمس سنوات، بعد العثور على منشورات تعتبرها أنقرة تحريضية في حقيبة كان يحملها. ويقول الناشط الذي لم يذكر اسمه، «هناك حالتان: إما أن يكون الرجل منا ناشطاً في الحزب أو معتقلاً في السجن»، مشيرا إلى أن كل الرجال يشاركون بشكل أو بآخر في النضال من أجل الحصول على الحقوق المدنية للأكراد.
ويقول مراقبون أتراك إن الانفتاح الرسمي غير المسبوق يبعث الأمل في نفوس الكثيرين إلا أنه، في الوقت نفسه، يثير المخاوف من أن تكون الخطوة التركية مجرد مناورة لا غير. وفي حال «تمت مناقشة حقوقنا المشروعة»، يقول ممثل الحزب من أجل مجتمع ديمقراطي في أروح، إبراهيم شنن «فسوف لن يبقى مقاتل واحد في الجبال». ومن أهم المطالب التي لن يتنازل عنها الأكراد: العفو الشامل عن المقاتلين والمعارضين السياسيين، وحق التعليم باللغة الكردية، إضافة إلى الاعتراف بالهوية الكردية في الدستور التركي. وفي المقابل وضع الجيش التركي ثلاثة خطوط «حمراء»، مطالباً الحكومة بالالتزام بها لعدم تضرر عائلات ضحايا النزاع وجرحى العمليات «الإرهابية» وتتضمن عدم إجراء أية مساومات مع منظمة حزب العمال الكردستاني، وألا يسمح بوجود صلة بين خطة الحكومة وزعيم الحزب أوجلان، وأن تكون الخطة ضمن الإطار الديمقراطي فقط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news