مواقف جنبلاط الأخيرة تساعد على التقارب المسيحي ــ المسيحي
كان لحديث زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عن الانعزال واليمين واليسار وقع مؤلم على فريق «مسيحيي 14 آذار»، وفريق «مسيحيي 8 آذار»، لكنّ أيا من القادة الروحيين او السياسيين للفريقين لم يعلق على مواقف جننبلاط وتداعياتها، واكتفى أحد الأساقفة بالقول «لقد رعت الكنيسة مصالحة الجبل، ونحن حريصون على ترسيخها، وكنا نتمنى أن يلتقي جميع اللبنانيين على ما يعزز تضامنهم والعيش المشترك لا أن ينبشوا من الماضي أسبابا للانقسام والتفرقة والعصبيات».
ويتساءل بعضهم عما إذا كانت هناك مبادرات كنسية محددة لتعزيز هذا التقارب في وقت تتردد فيه معلومات عن أفكار يجري تداولها وتم طرح بعضها ولكن لا يمكن أن تحل محل المعنيين الذين يعود إليهم اتخاذ قرارات شجاعة تضع مصلحة الجماعة في طليعة الاهتمام.
ويقول أحد نواب «تكتل الإصلاح والتغيير»: «لدى المسيحيين اليوم إحساس بأنه تم استغلالهم في المواجهة السياسية وحين جاء زمن التسوية يحاول الجميع فك ارتباطه بهم وقد ينطبق هذا على الأكثرية منهم، رغم أن مسيحيي المعارضة يراودهم هذا الشعور بدرجة أقل من المفترض أن يحفز هذا الوضع المسيحيين على مراجعة المرحلة السابقة، وأن يقودهم بالتالي الى إيجاد سبل تحفظ ما يؤمنون به وما يطمحون اليه». ويضيف «يفترض أن معارك تحديد الأحجام طويت، لذا لا بد من الاستفادة من الراهن لبناء جسور أكثر صلابة بين الأطراف والقوى المسيحية».
ويضيف هذا النائب، أن الشعور العام لجمهور مسيحيي المعارضة هو أن موقف جنبلاط يستهدف المسيحيين جميعا الذين يعتقد جزء كبير منهم أن جنبلاط يسعى الى تسوية مع السنة والشيعة وسورية وإيران وإقصاء كل الآخرين .
معظم الأطراف المسيحية المعنية تلتزم الصمت بشكل عام ولا ترد على مواقف جنبلاط وتصريحاته ويتجه قادتها بالحديث عن مسائل أخرى كالحرص على تثبيت المصالحة وتضامن 14 آذار وضرورة إنجاح مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وغيرها ويقولون إن لجنبلاط قراءته الخاصة لتطورات الأمور في المنطقة وفي الداخل ويظنون أنه يبالغ في قراءته المتشائمة وحذره».
تدافع «جبهة القوات اللبنانية» بشدة عن «تيار المستقبل» ويبدي المسؤولون فيها احتراما وإعجابا كبيرين بسعد الحريري الذي أثبت على كل المستويات أنه رجل على قدر المسؤوليات الكبيرة التي ألقيت على عاتقه، وأن «لبنان أولا» قناعة راسخة في فكره وهو وفيّ لكل الذين سقطوا دفاعا عن لبنان.
لكن ماذا لو أجبرت الظروف الإقليمية والدولية سعد الحريري على «اللحاق» بمواقف جنبلاط؟ الجواب: لطالما وقفت القوات والمسيحيون للدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وعن إحدى أهم ميزاته وهي الحرية، ولن يستسلموا اليوم وإذا كانت الأحداث تفرض تسريعا للمصالحات المسيحية فهذا الامر كرقصة التانغو التي تحتاج الى اثنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news