رقيّة السادات: والدي يتعرض لحملة إساءة عالميّة عــــبر الفن

كريمة السادات تلاحق المسيئين إليه قضـائياً. أرشيفية

حددت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة جلسة الأول من سبتمبر المقبل لنظر أولى جلسات الدعوى القضائية المقامة من رقية السادات، كريمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات لوقف ومنع عرض الفيلم الأميركي «احبك يا رجل» للمخرج جون هامبرغ، باعتبار الفيلم مسيئا لدور السادات وتاريخه.

وفي حديثها لـ«الإمارات اليوم»، قالت رقية السادات «لا أعرف حكاية الغرب مع أبي، فعلى الرغم من انه رجل السلام وفعل الكثير للعالم العربي ومات من اجل السلام، فانهم مصرون على الإساءة إليه». واعتبرت رقية أن والدها يتعرض لحملة منظمة لتشويهه كان ضمنها أفلام غربية والفيلم الإيراني «إعدام فرعون» الذي قدم السادات باعتباره خائناً وقدم قاتليه باعتبارهم شهداء إضافة إلى ما ادعته هدى ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حول اتهام السادات بقتل ناصر بالسم لمصلحة المخابرات الأميركية».

وشنت السادات هجوما شديدا على الرقابة المصرية لسماحها بعرض الفيلم وقالت إن «السادات عاش ومات من اجل مصر وسمعته لا تخص أسرته فقط وأبدت دهشتها من عدم اتصال أي من المسؤولين المصريين بها وقالت أنا أنتظر دور الدولة وجميع وسائل الإعلام».

وأضافت رقية السادات «سمعت بالفيلم من أبناء الشعب المصري الحريصين على سمعة مصر وقياداتها التاريخية وجاءتني اتصالات هاتفية من الهرم والإسكندرية والصعيد تطالبني بمشاهدة قناة الحياة الفضائية التي كانت تستضيف الناقد الفني الذي كان يتحدث عن الفيلم».

وتضيف رقية السادات «أنها لم تستطع الانتظار عقب هذا المشهد دقيقة واحدة وقامت بالاتصال بمحامي الأسرة الدكتور سمير صبري الذي تقدم ببلاغ لنيابة عابدين ضد كل من المخرج جون هامبرغ والمنتج رونالدي لاين والمؤلف رالي ليفي.

ولفتت رقية السادات في دعواها التي طالبت فيها بصورة مستعجلة بالتحفظ على جميع النسخ بدور العرض السينمائية لحين الفصل في موضوع الدعوى، إلى أن الفيلم يسيء إلى مصر أيضا ودورها في الشرق الأوسط، نظرا لدور الرئيس السادات في التاريخ المصري. ومن جهته قال الدكتور سمير صبري المحامي لـ«الإمارات اليوم» إن «الفيلم تضمن جرائم عدة، يعاقب عليها القانون منها القذف العلني بحق السادات وأسرته وبحق عموم الشعب المصري وجريمة السب، حيث وصف الرئيس بأنه كلب».

وقال سمير صبري إنه قام برفع دعوى قضائية أمام محكمة جنوب القاهرة للأمور المستعجلة ضد وزير الإعلام المصري بوقف عرض الفيلم في مصر، وقال «تقدمت باستنكار لسفيرة الولايات المتحدة الأميركية طالبت فيه السلطات الأميركية باتخاذ إجراءات لوقف عرض الفيلم».

ومن جانبه، نفى مدير الرقابة على المصنفات الفنية علي أبو شادي علمه بوجود المشهد المشار إليه ضمن الفيلم، مؤكدا أن الفيلم عرض في السينما المصرية بعد أن تم حذف المشاهد المسيئة للرئيس السادات وأنه لو كان قد شاهدها لكان قد رفض عرضه.

وكان رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف قد أحال اقتراحا مقدما من نائب بوقف عرض الفيلم إلى لجنة الثقافة والإعلام والسياحة، وطالبها بمناقشة ما أثاره عرض الفيلم من إساءة بالغة لشخص الرئيس السادات. وطالب نائب الحزب الوطني معوض خطاب في اقتراحه الذي قدمه لمجلس الشورى، الحكومة بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة نحو وقف عرض الفيلم الأميركي لما يتضمنه من إساءة بالغة للرئيس السادات ولكل المصريين، ومحاسبة المسؤول. ووجه نائب الحزب الوطني بمجلس الشعب علي سيف سؤالين لوزيري الإعلام والثقافة عن كيفية عرض هذا الفيلم الذي يشكك في وطنية زعيم مصري مهم في التاريخ، ودور الرقابة في هذا الصدد.

وكانت السفارة الأميركية في القاهرة قد رفضت تقديم اعتذار عن ما ورد في الفيلم لأسرة السادات وإن كانت أعربت عن تعاطفها مع أسرة الرئيس أنور السادات.

وقالت السفيرة الأميركية بالقاهرة مارغريت سكوبي في بيان لها «الحقيقة هي أنه لا يمكن لأي إشارة عابرة في أي فيلم أن تنقص من قدر (السادات) وميراثه العظيم». وأعربت عن تقدير بلادها للسادات الذي قالت إنه «حظي باحترام العالم ويعد من أعظم زعماء القرن العشرين في ضوء إسهاماته في تحقيق السلام في المنطقة وخدمته بلاده وشخصيته الشجاعة».

جدير بالذكر أن فيلم «أحبك يارجل» هو فيلم كوميدي عرض في دور السينما الأميركية 11 أسبوعا انتهت في 4 يونيو الماضي. واحتل الفيلم مرتبة متقدمة في إيرادات الأفلام الأميركية (بوكس أوفيس) في الأسبوع الثاني من عرضه.

تويتر