تشافيز يهاجم «الغولف» معتبرها لعبة برجوازية
لطالما أعرب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز عن غضبه من الرأسمالية الفاسدة، ومن شركات النفط الشريرة ومن وسائل الاعلام الدولية الجبانة، ولكن تشافيز وجه غضبه الى هدف اخير يكتسب من خلاله تعاطف الملايين في العالم، وهو لعبة الغولف.
ويحاول تشافيز اغلاق افضل مضامير الغولف في بلاده، لأنه يعتبر هذه اللعبة «من توابع البرجوازية».
وقال تشافيز في برنامجه التلفزيوني الحي الاسبوع الماضي «علينا أن نوضح ذلك، لعبة الغولف هي رياضة برجوازية».
وآخر مضمارين مستهدفين وراء حملة تشافيز في منطقة ماراكي بالقرب من العاصمة كاراكاس، ومنتجع كاراباليدا القريب من الشاطئ.
وبعد إغلاقهما سيكون عدد مضامير الغولف التي تم اغلاقها منذ حملة تشافيز على الغولف عام 2006 نحو تسعة، حسب ما قاله رئيس اتحاد لعبة الغولف في فنزويلا خوليو توريس لصحيفة نيويورك تايمز.
ويقع معظم هذه المضامير في مناطق استخراج النفط، ولذلك فإنها مرتبطة بهذه الصناعة التي كان تشافيز يوجه إليها انتقادات حادة لعلاقتها بالمعارضة السياسية، وعلاقة هؤلاء مع «اليانكي الملعون». ومن حيث الظاهر، فإن هذه المبادرة من شخص يعتبر نفسه اشتراكيا والأكثر ثورية في اميركا اللاتينية، تحمل معنى إيديولوجياً صرفاً، وتحتل هذه المضامير أراضي غالية الثمن والتي يمكن استغلالها من اجل المشروعات السكنية.
وهي تمثل بالنسبة لتشافيز رموزا جيدة للتقاسم الاشتراكي في فنزويلا، وكانت الممرات الخضراء المغطاة بالعشب المقلم التي تشكل مضامير الغولف تستخدم من قبل النخبة الثرية الى جانب الاحياء الفقيرة المكتظة بالسكان، التي تشكل الغالبية المعدمة، وربما يقول المدافعون عن الصحة إنه كان مصيبا عندما استنكر استخدام عربات الغولف باعتبارها إشارة إلى الكسل.
وأكد تشافيز في برنامجه التلفزيوني «أنا أحترم جميع الرياضات، ولكن هل يمكنكم القول إن الغولف رياضة الشعب؟ إنها ليست كذلك».
وفي واقع الامر، فإن هذه الرياضة في سكوتلندا، حيث ظهرت، هي لعبة الشعب فعلا، ولكن بالنسبة للسيد تشافيز فإنها لعبة النخبة البرجوازية وساكني البيت الابيض.
ولعب هذه الرياضة معظم رؤساء الولايات المتحدة في العهد الاخير. ويقال ان جون كندي كان يتمتع بأفضل ضربة غولف.
وكان الرئيس بيل كلينتون يلعب الغولف وكذلك الرئيس جورج بوش الاب وابنه، واحتفظ الرئيس باراك أوباما بهذا التقليد، وإن كان يعرف بأنه غير بارع في هذه اللعبة، وربما يرجع تركيز تشافيز على عربات الغولف بصورة خاصة الى العربة المستخدمة في البيت الابيض، التي كان الرئيس بوش الابن آخر من استخدمها في كامب ديفيد، التي كان العديد من الشخصيات العالمية يضطر الى ركوبها، ويبدو أن تشافيز لا يلعب الغولف ولكن حملته ضد هذه اللعبة تتعارض حتى مع واحدة من سمات العالم الاشتراكي.
وفي العاصمة الروسية موسكو، انشأ الرئيس ميخائيل غورباتشوف مضمار غولف عام 1989 حضر افتتاحه الممثل شين كونري، حيث كان يحاول غورباتشوف اضفاء صورة لبلاده ودية للغرب.
ورغم أن كوبا من أوثق اصدقاء فنزويلا الا انها انشأت مضامير غولف عدة، من أجل السياح الاميركيين. وأنشات الصين ايضا اكثر من 300 مضمار، ولكن الاغرب من كل ذلك هو دولة كوريا الشمالية التي تقول وسائل الاعلام فيها إن لديها اضخم مضمار غولف في التاريخ، ويقال إن رئيسها كيم يونغ ايل ماهر جدا في لعبة الغولف، وربما يتعين عليه ان يرسل مهاراته الى فنزويلا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news