تزايد الانتحار في السجون الفرنسية
أثارت حالات الانتحار المتكررة في السجون الفرنسية استياء الرأي العام الفرنسي، في حين تساءل حقوقيون ونشطاء في الجمعيات المدنية عن جدوى التعديلات التي أدخلتها السلطات إلى النظام العقابي. وتدرس الحكومة مشروعاً جديداً للحد من ظاهرة الانتحار في المؤسسات العقابية قد تتضمن «متابعة شخصية» للمساجين.
وشهدت حالات الانتحار ارتفاعاً مقلقاً في السنوات الأخيرة، حيث سجلت 115 حالة في 2008 مقابل 96 حالة في .2007
وأحصت جمعية «بان بوبليك» 92 حالة انتحار بداية من العام الجاري، بينما كشفت إحصاءات رسمية أن 75 سجيناً قد انتحر.
ومن الإجراءات الجديدة التي تعتزم الحكومة الجديدة العمل بها متابعات «عن كثب» للسجناء، حيث تكون الإدارة في اتصال مستمر مع السجين وعائلته. وتشهد فرنسا توتراً في سجونها بعد قرار السلطات نقل المعتقلين في سجن «فلوري ميروجيس»، في الضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة باريس إلى سجن جديد في مدينة ليون.
وتقول وزيرة العدل ميشال اليو-ماري إن الوضع بات مقلقاً للغاية، ويجب أن نتحرك لوقف ما وصفته بـ«المسلسل المروع»، وأضافت أن من بين الإجراءات التي تنوي الوزارة تطبيقها قريباً، توزيع بطانيات غير قابلة للتمزق وأطقم نوم ورقية، تستخدم مرة واحدة، وذلك من أجل منع المشتبه في إقدامهم على الانتحار على استخدام الأغطية واللباس لإنهاء حياتهم.
كما ستقوم المؤسسات العقابية باستبدال الفُرش العادية بأخرى مضادة للحريق.
تعتزم الوزارة تنظيم دورات تدريبية لعمال السجون لتمكينهم التعرف إلى الحالات المشتبهة ومنعها من الانتحار ومساعدة الأشخاص المحبطين للتغلب على مشكلاتهم النفسية والاجتماعية.
في حين سيقوم «المعتقلون المتطوعون» بمصاحبة السجناء الذين تتدهور حالاتهم النفسية. وتعتزم الوزارة نشر تقارير كل شهرين تعلن فيها عن عدد المنتحرين.
ونفت الوزيرة أن يكون تزايد حالات الانتحار سببه اكتظاظ السجون.
وانتقد مسؤولون سابقون في الحكومة الفرنسية الإجراءات الجديدة، وقالوا إنها ليست بمستوى التحديات على الساحة. وتوافق رئيسة المرصد الدولي للسجون فوستيغ فلورنس أوبينا، هذا الاتجاه قائلة «التدابير التي تعتزم السيدة اليو-ماري تطبيقها ليست بمستوى المأساة التي تعيشها السجون الفرنسية».
ويقول المرصد إن فرنسا سجلت العام الماضي رقماً قياسياً أوروبياً في ما يخص عدد حالات الانتحار في السجون، حيث كان ضعف العدد المسجل في ألمانيا أو المملكة المتحدة. وحسب دراسة أجريت في 2003-2004 فإن 14٪ من السجناء يعانون من اضطرابات عقلية حادة و40٪ منهم يعانون الإحباط.
ولم يكن السبب في هذه التوترات رفض المساجين التعاون مع الشرطة لإتمام عملية نقلهم بل بسبب اعتراض العاملين في السجون على القرار. حيث حاول هؤلاء محاصرة السجن المذكور وعرقلة عمل الشرطة.
من جهة أخرى، يطالب حراس السجون في فرنسا بتوفير الوسائلأ التي تمكنهم بالقيام بعملهم. هذا ويشكو العاملون في السجون من ظروف عمل غير مواتية.
ويواجه الحراس إهانات مستمرة من طرف الناس، حيث يتعرضون أحياناأ للرشق بالحجارة والإهانات. ويبلغ عدد العاملين في السجون الفرنسية 24300 في حين تزايد عدد السجناء إلى حد لم يصبح في إمكان السجون استيعابهم.
ويعد سجن فلوري ميروجسي من أكبر السجون في أوروبا، إذ يبلغ عدد المعتقلين فيه 3700 بزيادة 850 سجيناً عن قدرته الاستيعابية. وتقول هيئات حقوق الإنسان إن الأوضاع في السجونأ الفرنسية «قذرة ومكتظة»، وقالت إنه في بعض السجونأيحتجز أربعة أو خمسة نزلاء في زنزانة واحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news