مشرّدو حرب باكستان يتحسّرون على قضائهم رمضان في المخيمات

نحو 2.3 مليون شخص نزحوا من منازلهم في شمال غرب باكستان.                    أ.ب

مع حلول شهر رمضان لن يكون أمام عشرات الآلاف من الباكستانيين الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب الحرب ضد حركة طالبان خيار سوى أن يعلنوا الأمَرين في المخيمات أو في استضافة عائلات لهم خلال الشهر الكريم.

فقد اضطر نحو 2.3 مليون شخص إلى ترك منازلهم بسبب القتال في شمال غرب باكستان، خصوصاً بعدما أطلقت قوات حكومية عملية ضد مسلحي طالبان في سوات في ابريل الماضي، ما تسبب في واحدة من أكبر عمليات النزوح الداخلي في العصر الحديث.

وبينما تمكن كثيرون من العودة إلى منازلهم بعدما مشّط الجيش أغلب أراضي الوادي الذي كان مزاراً سياحياً في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، فإن آخرين مازالوا يقيمون في مخيمات النازحين خوفا من العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم.

وقال مسؤول الاتصالات في الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر، مباشر فداء «رمضان هو أكثر الشهور قدسية بالنسبة للمسلمين وهو شهر الصوم والصلاة والبركات». وأضاف انه وقت عصيب بالنسبة للنازحين، لأنهم عانوا كثيرا على مدى الشهور القليلة الماضية ويتمنون العودة إلى منازلهم بحلول العيد».

وتتحسر بيبي أمينة (35 عاما) وهي جالسة في مزرعة للدواجن تحولت إلى مخيم على اضطرارها لقضاء رمضان مع أطفالها السبعة ووالديها في ظل هذه الظروف. وقالت بيبي التي تركت قريتها في سوات عندما بدأ الجيش في شن الغارات الجوية على المسلحين في المنطقة «لسنا سعداء لقضاء رمضان هنا. نريد فقط العودة إلى منزلنا وحياتنا العادية».

وأضافت «لا يوجد أمامنا خيار سوى البقاء هنا. دمر القتال منزلي ولم تعد مدرسة أطفالي موجودة، ولا أملك مالا للانفاق على أسرتي إذا عدت». ويقيم في مزرعة الدواجن بقرية إتشريان الواقعة على بعد 120 كيلومترا شمال غرب إسلام آباد نحو 300 شخص يعيشون في عشش كانت تربى فيها دواجن من قبل. وأقام قرويون في المنطقة المخيم ويوفرون متطلبات الاغاثة الاساسية للنازحين.

وبنى الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر، بالتعاون مع الجمعية الباكستانية للهلال الاحمر، دورات مياه عامة ووفر مياهاً نظيفة، كما يقيم جلسات نفسية اجتماعية للاشخاص الذين هزتهم التجربة الصعبة.

وقال محمد علام (25 عاما) الذي ترك بلدة مينغورا مع زوجته قبل ثلاثة أشهر «كان الامر سيئاً عندما جئنا إلى هنا أول مرة فلم يكن هناك شيء.. مجرد عشة للدواجن واعتقدت أن هذا المكان يصلح للدجاج وليس للبشر».

وأضاف «نريد العودة بحلول العيد لكننا سنضطر لقضاء رمضان هنا دون العائلة. سيكون من الصعب الصيام في ظل هذه الظروف، كما أن إحياء الشهر لن يكون كما كان في السابق». وقبل يومين من حلول رمضان احتشدت نساء وفتيات يرتدين أغطية ملونة للرأس في مصلى متنقل لتلاوة القرآن والدعاء لمن يعانون نتيجة الصراع. وحتى إن أصبحت المناطق التي جاء منها النازحون آمنة فإنهم يقولون إنهم لن يفكروا في العودة إليها قبل العيد لان رحلة العودة الطويلة ومحاولة إعادة بناء منازلهم وحياتهم أثناء الصيام ستكون صعبة للغاية.

تويتر