القذافي يعانق المقرحي ويشيد بشجاعة الحكومة الأسكتلندية

القذافي مستقبلاً المقرحي ومعانقاً إياه.                       رويترز

عانق الزعيم الليبي معمر القذافي عبدالباسط المقرحي، المدان في حادث تفجير طائرة بان أميركان فوق لوكربي، وتعهد بتعاون أوثق مع بريطانيا رداً على إطلاق سراح المقرحي الذي أكد أنه كان ضحية خطأ قضائي، في الوقت الذي دانت فيه لندن وواشنطن ما حظي به من «استقبال الأبطال» في وطنه.

وتفصيلاً، ذكرت وكالة الانباء الليبية أن القذافي الذي التقى بالمقرحي وعائلته في وقت متأخر من مساء الجمعة وجه الشكر لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، والملكة اليزابيث، ملكة بريطانيا لتشجيعهما السلطات الاسكتلندية على الافراج عن المقرحي المريض بالسرطان وفي حالة متأخرة. وقال القذافي إن هذه الخطوة في مصلحة العلاقات بين البلدين، وفي مصلحة الصداقة الشخصية بينه وبين بريطانيا، كما ستنعكس بشكل إيجابي بالتأكيد على كل مجالات التعاون بين البلدين. وعرض التلفزيون الليبي وصول المقرحي بالسيارة إلى مقر القذافي. وعانق القذافي المقرحي ضابط المخابرات السابق الذي وصل برفقة أفراد من عائلته وجلس القذافي والمقرحي وتحدثا.

وتعهد المقرحي في مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية نشرت أمس بتقديم أدلة جديدة قبل وفاته تبرئ ساحته من أي تورط في الهجوم الذي وقع في عام 1988 .ورفض المقرحي الغضب الدولي بسبب الافراج عنه، قائلا إن على الرئيس الاميركي باراك أوباما والآخرين أن يعرفوا انه لن يفعل أي شيء سوى الذهاب للمستشفى للعلاج وانتظار الموت.

وأضاف كما نقلت عنه الصحيفة «لو كان ثمة عدالة في بريطانيا، لبُرّئت أو لكان الحكم الغي لانه كان غير قانوني. لقد كان خطأً قضائياً». وأوضح انه تخلى عن الطعن الذي تقدم به ليزيد فرص الافراج عنه قبل وفاته. وأضاف دون الادلاء بتفاصيل «رسالتي الى المجتمعين البريطاني والاسكتلندي هي أنني سأقدم الدليل على براءتي وسأطلب منهما أن يكونا هيئة المحلفين»، واستطرد «يعرف أوباما أنني شخص مريض جداً. المكان الوحيد الذي يتعين عليّ الذهاب إليه هو المستشفى للعلاج. لست مهتماً بالذهاب إلى أي مكان آخر. لا تقلق يا سيد أوباما. فأمامي فقط ثلاثة أشهر قبل أن أموت». ورداً على سؤال عن الجهة التي قامت بتفجير طائرة البوينغ عام 1988 ،قال «إنه سؤال جيد جدا لكنني لست الشخص المناسب لسؤاله عن هذا الامر». وشدد على ان ليبيا ليست وراء التفجير، لكنه رفض الخوض في فرضيات ان دولاً اخرى مثل ايران قد تكون ضالعة في الحادث.

وكان نجل الزعيم الليبي، سيف الاسلام، أعلن في مقابلة تلفزيونية بثت الجمعة ان ملف المقرحي، كان في صلب العقود التجارية التي تم توقيعها مع بريطانيا. وقال سيف الاسلام الذي توجه الى اسكتلندا لمرافقة المقرحي الى ليبيا في المقابلة ان ملف الاخير «كان دائماً على طاولة كل المفاوضات السرية والعلنية مع بريطانيا، وتم استغلاله في كل الصفقات التجارية. لكن وزارة الخارجية البريطانية سارعت الى نفي هذه التصريحات، وقالت ان «كل القرارات المتصلة بقضية المقرحي كانت محصورة بالوزراء الاسكتلنديين والسلطات القضائية الاسكتلندية».

وشبهت الصحافة الليبية أمس عودة المقرحي الى ليبيا بـ«عودة الابطال المنتصرين الى ارض الوطن»، مؤكدة انه مدان ظلماً بجريمة لم يرتكبها.

واعتبرت الصحافة البريطانية ان أياً من لندن وطرابلس وادنبره لم تكن رابحة من اطلاق سراح المقرحي، مشيرة الى انه بات من الصعب الآن معرفة الحقيقة بشأن اعتداء لوكربي الذي ادين من اجله المقرحي. واعربت الصحف عن اشمئزازها إثر اطلاق المقرحي. وفي واشنطن دان الرئيس الاميركي باراك اوباما الاستقبال الذي لقيه المقرحي لدى عودته الى بلاده ووصفه بانه بغيض.

تويتر