تفاقم أزمة اتهام إسرائيل بسرقة أعضاء فلسطينيين
طالب مسؤولون إسرائيليون ستوكهولم بإدانة رسمية لمقال نشرته صحيفة سويدية، واعتبر مناهضا للسامية، في قضية قد تتحول الى ازمة دبلوماسية بين اسرائيل والسويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي.
وصرح رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، في جلسة الحكومة الاسبوعية «نحن لا نطلب اعتذارات من الحكومة السويدية، بل نريد منها ادانة للمقال»، بحسب مصدر رسمي.
ونشر المقال في صحيفة «افتونبلاديت» السويدية، متهماً الجيش الاسرائيلي بالتغطيةعلى تجارة اعضاء قتلى فلسطينيين، ما ادى الى اندلاع الازمة وإثارة ضجة حادة في اسرائيل. وافادت صحيفة هآرتس ان مئات الاسرائيليين وقعّوا عريضة على الانترنت ضد عملاق المفروشات السويدي (ايكيا).
وصرح وزير المالية يوفال ستاينيتز بأن «الازمة ستستمر حتى تغير الحكومة السويدية موقفها من المقال المعادي للسامية. ومن لا يدينه ليس مرحباً به فعلا في اسرائيل».
واضاف الوزير ان «الحكومة السويدية لا يسعها ان تلزم الصمت بعد الآن. في العصور الوسطى، نشرت محاولات تشهير تتهم اليهود بإعداد خبز عيد الفصح بدماء اطفال مسيحيين، واليوم يتهم الجنود الاسرائيليون بقتل الفلسطينيين لسرقة اعضائهم».
ويأتي هذا التوتر الدبلوماسي فيما من المنتظر ان يقوم وزير الخارجية السويدي، كارل بيلت بزيارة رسمية الى اسرائيل بعد 10 ايام. وتتولى السويد حاليا الرئاسةالدورية للاتحاد الاوروبي.
واوضح المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية في القدس ايغال بالمور لوكالة فرانس برس «ليس وارداً الغاء هذه الزيارة او ارجاؤها، لكن من الجلي ان يؤول الخلاف في حال عدم حله الى القاء ظلال على المحادثات».
من جهته، اعتبر بيلت الجمعة الماضية أن «اسرائيل وحكومتنا تتمتعان بعلاقات متينة جداً بين دولة واخرى».
وفيما اصر على احترام حرية التعبير، رفضت وزارته تبني ادانة حازمة للمقال، اعلنتها السفيرة السويدية في اسرائيل اليزابيت بورسين بونييه.
وفي إجراء مقابل، رفض رئيس المكتب الاعلامي الحكومي دانيال سيمان الاحد الماضي منح تراخيص لصحافيين اثنين من افتونبلادت الى اجل غير مسمى.
وصرح سيمان للاذاعة العسكرية الاسرائيلية متهكماً «لا شيء يلزمنا منحهم التراخيص. ذلك سيستغرق الوقت. ينبغي اجراء تدقيقات وربما فحص فئة دمهما لمعرفة ما إذا يســتطيعان التبرع بالاعضاء».
وقارن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان موقف السويد في المسألة بسياسة الحياد التي اعتمدتها إبان الحرب العالمية الثانية. وقال «آنذاك ايضا، رفضت السويد التدخل» ضد الإبادة النازية.
وثارت حفيظة الصحافة الاسرائيلية الاحد ضد افتونبلاديت والسلطات السويدية.
وتساءلت افتتاحية في يديعوت احرونوت «هل كانوا ليتحدثوا عن حرية التعبير اذا كتب صحافي اسرائيلي ان البلاط الملكي السـويدي مثلاً يمول منزل دعارة؟».
وسخرت الصحيفة من السويد التي «تعلن عن حياديتها، لكنها تصور اسرائيل على انها الطاغية الاسوأ في العالم».
ولم تخل العلاقات بين اسرائيل والسويد في الاعوام الاخيرة من جدالات، خصوصاً أن تل ابيب تأخذ على ستوكهولم انحيازها للفلسطينيين، في حين تتهم السويد الدولة العبرية بانتهاك حقوق الإنسان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news