المقرحي.. محكوم «سياسي» لطالما أكد براءته

ندد الرئيس الليبي معمر القذافي بانتقاد الغرب لاستقبال الأبطال الذي قوبل به مواطنه عبدالباسط المقرحي، لدى عودته الى بلاده قادماً من بريطانيا، بعدما أفرجت عنه أسكتلندا، ووصف تلك الانتقادات بأنها مرفوضة وغير منطقية.

وفتح قرار الحكومة الاسكتلندية الإفراج عن المقرحي المولود عام 1952 في طرابلس، الباب على مصراعيه أمام جدل سياسي وقانوني موسع حول خلفيات القرار وما خفي من مبررات ومسوغات واجتهادات من المحللين، بأنه أدخل العلاقات بين الحليفتين بريطانيا والولايات المتحدة مرحلة من الشكوك والتوتر.

لطالما أكد المقرحي المريض بسرطان البروستاتا والمتهم الوحيد الذين دين بأدلة ضعيفة ومشكوك فيها في تفجير طائرة ركاب أميركية في ديسمبر عام ،1988 والتي عرفت باسم قضية لوكربي، براءته من التهم المنسوبة اليه وشكك في صحة الأدلة التي تم الاستناد إليها لإدانته.

وعقب عودته قال المقرحي، إن معاناته في السجن كانت شديدة مرضياً ونفسياً وان ملف قضيته لم يطو تماماً، وان مأساته مستمرة، وقد يموت قبل طي ذلك الملف، وسيكرس جهده خلال الفترة المقبلة لتوفير الأدلة التي تؤكد براءته وجمع المعلومات التي تؤكد ضعف الأدلة التي استند إليها القضاء في إثبات إدانته.

وأودع المقرحي المتزوج والأب لخمسة أولاد أحد السجون الاسكتلندية رغم أن الممحاكمة تمت في كامب زيست في هولندا، بينما تمت تبرئة المتهم الليبي الثاني في القضية الأمين خليفة فحيمة. درس المقرحي في الولايات المتحدة وقدم نفسه بلغة إنجليزية متقنة خلال محاكمته بوصفه مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الليبي، بينما قال ممثلو الادعاء، إن هذا المنصب لم يكن سوى غطاء لوظيفته داخل الاستخبارات الليبية، حيث كان يتولى مسؤوليات كبيرة، وهو ما نفاه على الدوام وان منصبه مسؤولاً أمنياً في الخطوط الجوية الليبية هو الذي سهل له تنفيذ تفجير لوكربي، وانه هو الذي تفاوض لشراء أجهزة التوقيت الإلكترونية «ام.اس.تي13» التي استخدم أحدها لتشغيل القنبلة، وهو الذي اشترى كذلك في مالطا الملابس التي استخدمت للف القنبلة بها.

وسارع أقارب الضحايا الاميركيين الى الاعراب عن ارتياحهم للحكم بينما شكك الكثير من اقارب الضحايا البريطانيين في المحاكمة، وانتقدوا أموراً عدة، خصوصا شهادة بائع الملابس المالطي الذي تعرف إلى المقرحي. وقالت محامية المقرحي مارغريت سكوت، إن الحكم شكل «خطأ قضائيا». ولم يكف المقرحي عن ترديد براءته واستأنف الحكم مجدداً في مايو الماضي، بعدما خسر أول استئناف.

حكم على المقرحي بالسجن 27 عاماً في عام ،2001 لدوره في تفجير طائرة ركاب أميركية تابعة لشركة «بان أميركان» في رحلتها رقم 103 المتجهة الى نيويورك في ديسمبر عام ،1988 ما أسفر عن مقتل 259 شخصا على متن الطائرة و11 شخصا آخرين على الأرض في لوكربي بأسكتلندا.

وفي نوفمبر الماضي طلب محامو المقرحي من محكمة الافراج عنه بكفالة قائلين انه مصاب بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة، وقامت ليبيا بحملة من اجل الافراج عنه منذ بداية هذا العام، وتقدمت بطلب الى الحكومة الاسكتلندية لإعادته الى وطنه في إطار اتفاقية لتبادل السجناء. وفي مقابلة هاتفية معه في فبراير ،2001 مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية قال المقرحي «أُشهد الله أنني بريء لم أرتكب أي جريمة، ولم تكن لي صلة بهذه القضية».

تويتر