مخاوف أوروبية من الأنفلونزا وعودة المدارس
في الأسابيع القليلة المقبلة سيعود ملايين الاطفال في جميع أنحاء القارة الاوروبية الى مدارسهم، وتترافق عودتهم مع مخاطر موجة ثانية منعدوى انفلونزا الخنازير.
وفي بريطانيا، البلد الاوروبي الاكثر تأثرا بفيروس ايه (إتش1 إن1)، اوصت المجلةالطبية «ذي لانست» بإبقاء المدارس مغلقة بعد العطلة الصيفية، للحد من انتشار الفيروس مع اقتراب فصل الشتاء، إلا أن الحكومة البريطانية وجدت انه لم تتوافر أدلة كافية على أن تأجيل فتح المدارس سيساعد في الحد من انتشار عدوى الوباء.
وقال ناطق باسم وزارة الطفولة والمدارس والاسرة «ننصح بفتح المدارس وإبقاء الاطفال المرضى بمنأى عنها، إلا ان مدارس ذوي الحاجات الخاصة تشكل استثناء، لان الاطفال الذين يرتادونها يعانون أصلاً من مشكلات صحية».
وشهدت بريطانيا انخفاضاً في عدد الإصابات الاسبوعية حتى 11 الف إصابة في شهر اغسطس، بعد ان كانت تسجل سابقا عشرات الآلاف من الإصابات أسبوعياً.
وتوفي نحو 50 شخصا في بريطانيا من جراء الاصابة بالفيروس، وكان معظمهم يعانيمن مشكلات صحية اخرى.
ويعزو الخبراء هذا الانخفاض في الاصابات الى العطلة المدرسية، إذ إن العاملالمشجع لانتقال العدوى غائب. وفي الواقع يسهل انتقال الفيروس في المدارس عبر السعال او العطس، فيما يجلس التلاميذ متجاورين.
ويخشى الاطباء من ازدياد نسبة العدوى مع عودة الاطفال الى الصفوف، فيما يصبح الطقس اكثر رطوبة واكثر برودةً ومع حلول الانفلونزا الموسمية ايضاً.
وقال دايفد برايس، وهو طبيب استاذ متخصص في امراض التنفس في جامعة ابردين في اسكتلندا ومستشار حكومي «ليس هناك طريقة اسهل لانتقال الانفلونزا من إعادةالاطفال الى المدارس».
واوضح برايس عبر الموقع الالكتروني الطبي بالس «لو كان اللقاح متوافراً لاختلف الوضع. ولكن نظراً لغيابه حتى الآن ستكون إعادة الاطفال الى المدارس تهورا. من الضروري مناقشة الامر».
وعلى الرغم من تزايد المخاوف سيحذو عدد من البلدان الاوروبية حذو بريطانيا لتفتح المدارس ابوابــها في الوقت المحدد لها.
وأصدرت لجنة الامن الصحي في الاتحاد الاوروبي التي تضم خبراء من الدول الاعضاءالـ27 تقريراً اجمعوا فيه على انهم لا يرون «في الوقت الحاضر حاجة لتفعيل اجراء استباقي بإغلاق جميع المدارس».
إلا انهم اعتبروا ان إغلاق مدرسة معينة بسبب تفشي فيروس ايه (إتش1 إن1) بين تلامذتها سيكون «مفيداً في تأخير انتقال الفيروس».
وبرزت مخاوف اخرى في بريطانيا إثر الحديث عن إغلاق المدارس المحتمل الذي قد يكون له اثر اقتصادي سلبي جدا مع تبدل التدابير التي يتخذها الاهل لرعاية اطفالهم.
وفي هذا الاطار قالت رئيسة جمعية الحكومة المحلية التي تمثلالسلطات المحلية مارغرت ايتون ان «اي قرار يؤخذ على صعيد الامة بإغلاق المدارس يجب ان تتم دراسته بعناية كبيرة». وتابعت «سيكون التأثير شاملاً وقوياً، نظرا لعدد الاهالي الذين سيضطرون للبقاء في منازلهم من أجل الاهتمام بأطفالهم».
من جهة اخرى اجرى الموقع الكتروني «سكولدايز.آي إي» استطلاعاً للرأي في إيرلندا، حيث تعتبر نسب الاصابة متدنية، اظهر ان ربع الاهالي يفضل ابقاء المدارس مغلقة في بداية الموسم الدراسي.
أما رابطة معلمي بريطانيا فقد بعثت برسالة لوزير المدارس اد بولز، تطلب فيها أن يكون المعلمون اول من يتلقى التلقيح حين يصبح متوافراً.
إلا ان المعلمين والاطفال لا يعتبرون الاكثر عرضة للاصابة بالفيروس، بحسب توجيهات الحكومة البريطانية، واول من سيتلقى التلقيح هم الاشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية والنساء الحوامل.