«البنتاغون» يعدّ ملفات للإعلاميين المرافقين في أفغانستان

جنود أميركيون يؤدون قسم الولاء في وست لين بواشنطن. أ.ب

افاد تقرير صحافي بأن وزارة الدفاع الاميركية تعاقدت مع شركة خاصة للتحقيق حول صحافيين يطلبون مرافقة القوات الاميركية في افغانستان، من اجل تحديد كيفية التأثير في تغطيتهم الاعلامية.

وكتبت صحيفة ستارز اند سترايبس التي يمولها «البنتاغون» غير أنها تتمتع باستقلالية على صعيد التحرير ان مجموعة العلاقات العامة «راندون» تقوم بتقييم الصحافيين لحساب «البنتاغون» ووضع «ملفات» حولهم معدة للعسكريين.

وتصنف هذه «الملفات» مقالات الصحافيين ما بين «إيجابية» و«سلبية» و«محايدة» وتعطي العسكريين إرشادات ونصائح حول كيفية التأثير في تغطيتهم.

ووصف أحد هذه الملفات الذي اطلعت عليه الصحيفة تغطية احد الصحافيين بأنها «محايدة الى ايجابية»، لكنه اضاف أن المقالات السلبية «يمكن معالجتها» اذا حصل الصحافي على تصريحات من مسؤولين عسكريين.

واعتبر ملف آخر ان احد الاعلاميين في التلفزيون يعتمد «زاوية غير موضوعية» لكنه نصح بأن حضه على نقل «الوجه الايجابي لعملية ناجحة» قد «يؤدي الى تغطية مؤاتية».

وشدد المتحدث باسم «البنتاغون» براين ويتمان على أن وزارة الدفاع لا تصنف الصحافيين استنادا الى نوعية تغطيتهم. وقال «لا نقوم بمثل هذا الامر هنا».

وكان المتحدث اعلن الاثنين الماضي تعليقا على مقال اول للصحيفة اتهم الجيش برفض طلبات بعض الصحافيين لمرافقة القوات في افغانستان «يمكنني ان اؤكد لكم ان المعيار الذي تعتمده وزارة الدفاع لتقييم مقال ما هو دقته».

وأضاف «يكون المقال جيدا حين يكون دقيقا ويكون سيئا اذا كان غير صحيح، هذا هو المعيار الوحيد الذي نعتمده هنا».

وترد هذه المعلومات في وقت تبدي واشنطن قلقا حيال تراجع التأييد الشعبي للحرب في افغانستان وقد اظهر استطلاع للرأي اجري أخيرا ان 51٪ من الاميركيين يعتبرون انه لا يجدر خوض هذا النزاع.

وندد الاتحاد الدولي للصحافيين الذي يتخذ مقرا له في بروكسل أول من أمس بمثل هذه الممارسات التي نقلتها الصحيفة.

واعتبر ايدان وايت الامين العام للاتحاد الذي يؤكد انه يمثل 600 الف صحافي في 123 بلدا، في بيان ان «وضع ملفات للصحافيين يضر باستقلالية الاعلام». وتابع «هذا ينفي اي ادعاء بأن الجيش يسعى لمساعدة الصحافيين على العمل بحرية ويوحي بأنه مهتم بالدعاية اكثر منه بالتقارير الصحافية النزيهة». ورأى ان احلال الديمقراطية في افغانستان هو تحد هائل، لكن تحقيقه لن يتم بمحاولة التلاعب بالاعلام أو تشجيع الصحافيين على الانحياز للقوات».

وقد تعامل الصحافيون مع القوات العسكرية بأشكال مختلفة غير ان إلحاق صحافيين او مصورين بوحدة عسكرية في منطقة تشهد حربا هي ممارسة عمد اليها الجيش الاميركي في اجتياح العراق عام .2003

ويؤكد مؤيدو هذا النوع من التغطية الاعلامية أنه يسمح للصحافيين بأن يطلعوا مباشرة على الاحداث ويتابعوا العمليات الجارية عن كثب.

فيما يقول منتقدوه انه يجعل الصحافيين يتعاطفون مع القوات العسكرية الامر الذي لا يخدم موضوعية التغطية الميدانية اذ يطلب من الصحافيين توقيع وثائق تحدد ما يمكنهم نقله.
تويتر