نساء الغابون يلوّحن بـ«هجر الفراش» لأسباب سياسية
بعد وفاة رئيس الغابون عمر بونغو الذي حكم البلاد نحو 42 عاماً ليكون بذلك أطول الحكام الأفارقة بقاء في الحكم على الإطلاق، احتدم النقاش حول خليفته. ويبدو أن الشعب الغابوني قد ألف وجها واحدا ونسي شيئا اسمه «تبادل على السلطة» خلال العقود الأربعة الماضية. وفي غضون ذلك طالب حزب حركة تحرير أبناء الغابون تولي امرأة سدة الحكم، وفي حال لم تتحقق مطالبه فإنه يدعو إلى إضرابات وتظاهرات مستمرة لكل الرجال في الغابون. ودعا الناشط في الحزب سامويل ندزينغ إلى إضراب من نوع غريب، يطلب من النساء «التوقف عن معاشرة أزواجهن» في حال فاز رجل في الانتخابات، ابتداء من يوم الأحد المقبل، وأوضح ندزينغ «سننام في بيوتنا ونحن نرتدي ثيابنا».
وقال متحدث باسم الحزب إنه حان الوقت «لتعود مقاليد الحكم إلى النساء»، كما يتوقع أن تفوز امرأة بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها نهاية الشهر الجاري. وتشير التوقعات إلى أن حظوظ المرشحات الثلاث في الانتخابات القديمة ضئيلة، رغم أن إحداهن تشغل حاليا منصب رئيس البلاد بصفة مؤقتة. ولايبدو أن السيدة روز فرانسين روغومبي ستفوز بأصوات الغابونيين في ظل هيمنة الرجال على الساحة السياسية. يقول أعضاء حركة تحرير أبناء الغابون إن الرجال ظلموا المرأة على مدى عقود ولم ينصفوها في أي من مجالات الحياة المختلفة، وآن الأوان للاعتراف بالخطأ وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وعلى الرغم من أن الحزب صغير ويكاد يكون غير معروف عند الكثير من الغابونيين فإن الفكرة غير المسبوقة سوف تلقى تجاوبا كبيرا من طرف الناس كما أنها ستثير جدلا واسعا في المجتمع الغابوني.
في سياق مشابه، أطلقت آلاف النساء في كينيا، قبل ثلاثة أشهر، حملة تحض النسوة على مقاطعة معاشرة أزواجهن لأسبوع، احتجاجاً على استمرار الخلاف بين رئيسي الدولة مواي كيباكي ورئيس الحكومة رايلا أودينغا. وقالت زوجة رئيس وزراء كينيا، إيدا أودينغا، إنها «ستنضم إلى الآلاف من النساء اللائي أطلقن الحملة احتجاجا على الخلاف» بين الرئيس وزوجها. وقالت المديرة التنفيذية لاتحاد المحاميات الكينيات، بتريسيا نياندي إن «الحملة ستشمل أيضاً بائعات الهوى حيث سيقوم الاتحاد وهو إحدى الجهات الراعية للحملة بدعوتهن للانضمام إليها حتى لو كلف ذلك دفع المال لهن».
وأوضحت نياندي موقفها بأن «معظم القرارات الكبرى تتخذ خلال أحاديث تتم بعد المعاشرة وعلينا القيام بهذه التضحية الجسيمة لأجل مصلحة بلدنا». وكانت الحملة قد أثارت الكثير من الجدل في كينيا حيث يعتبر المجتمع المحافظ.
من جهة أخرى، قال تقرير ان الطلاق في الغابون وبعض الدول الافريقية يتزايد بسبب الإفراط في تعاطي الكحول الأمر الذي «يهدد فحولة الرجال هناك» حسب الدكتور بيار بيبي أيوبي الذي يرى أن إقبال الرجال على الكحول والسجائر بشكل مبالغ فيه أثر سلبا في فحولة الرجال وخصوبتهم، في المقابل تبقى العلاقات الزوجية في الغابون وغيرها من البلدان الافريقية أمراً خاصاً لايجوز الحديث عنه. لكن اللافت أن ظاهرة استخدام الجنس من أجل تحقيق أغراض سياسية واجتماعية بدأت تتزايد في الاونة الأخيرة في القارة السمراء.