استياء واسع من «اختبار جنس» جنوب إفريقية

كانت الطالبة كاستر سيمينيا تدرس في مدرسة متواضعة في جنوب افريقيا، حتى ساعدتها قوتها الجسدية على الصعود نحو العالمية، ولكن الى الإذلال العلني أيضاً. وحققت هذه الفتاة الافريقية نصراً عاصفاً الأسبوع الماضي في مسابقة الجري 800 متر في بطولة العالم لألعاب القوى في برلين. ولكن رحلة هذه الفتاة تعرضت للتساؤل حتى قبل أن تبدأ. وكانت البنية الجسدية القوية لهذه الرياضية وصوتها الاجش واداؤها الجيد قد اثار تساؤلات مفادها أن هذه الفتاة التي تعتبر الاسرع في العالم ما هي إلا رجل. وأكد الجهاز الإداري لهذه البطولة انه طلب من سيمينيا الخضوع لفحص تحديد جنسها، لإثبات ما إذا كانت فتاة طبيعية.

ولكن رغم أن الجدل يدور حالياً حول جنس الرياضية، إلا ان العديدين في جنوب افريقيا يعتقدون أن الجدل الدائر ينطوي على أبعاد عنصرية.

وقال أصدقاء مقربون من سيمينيا، أمثال ديبرا مورلونغ التي عرفت البطلة معظم فترة حياتها، «إن اختبار الجنس يعتبر مضيعة للوقت لأنهم يعرفون الجواب بصورة مسبقة». وقالت مورلونغ، التي كانت تلميذة في مدرسة نثيما الثانوية في قرية فيرلي في اقليم ليمبوبو «إنها فتاة، وكانت ترتدي التنورة في المدرسة الابتدائية وبعد ذلك ارتدت البنطال، والملابس الرياضية».

ولدى سيمينيا العديد من الاصدقاء الذكور ايضا. وقال اييقيل لاكا (20عاماً) وهو رئيس فريق كرة القدم الذي كانت فيه الفتاة الوحيدة «يقول البعض انها صبي، ولكن في واقع الامر هي فتاة ولدي البرهان على ذلك، فعندما كنا نلعب كرة القدم كانت تذهب إلى مكان بعيد عن الأولاد كي تبدل ملابسها وكأنها تقول للناس أنا فتاة».

ويبدو ولاء أصدقاء سيمينيا وجيرانها مثيراً، وقد شعروا بالصدمة ازاء ما يعتبرونه تحاملا من قبل المعلقين الغربيين. وقالت والدة الرياضية وهي دوركاس سيمينيا التي قادت القرويين في احتجاجهم على تصريحات الغرب «إنهم يشعرون بالغيرة منها، وانا اقول لهم فليذهبوا الى الجحيم. وهم يشعرون بالغيرة لأنهم لايريدون للسود أن يتطوروا».

ولم يكن هناك ما يوحي في حياة سيمينيا بأنها يمكن أن تصل إلى المشهد الرياضي العالمي، إذ يقع بيت عائلتها في قرية ميزهلونغ في منطقة منعزلة تحيط به اراض جافة، ووصلته الكهرباء أخيراً، أما الماء فيجري الحصول عليه من حنفية خاصة بالقرية كلها.

الأكثر مشاركة