معصومة: التلوّث في الكويت بلغ 10 أضعافه

في اليوم الثالث من ضخ مياه الصرف الصحي الى البحر في الكويت، زادت مياهه تلوثاً، وصارت مناحٍ كثيرة من مقومات الحياة محل تخوف من ان يهددها ذلك التلوث الآخذ في الاتساع، واهمها مياه الشرب، تلازم ذلك مع توجه مجلس الامة لبحث أزمتي انفلونزا الخنازير ومياه الصرف الصحي التي ادت إلى تلوث غير مسبوق في البحر.

وعلى الرغم من تأكيد وزارة الكهرباء والماء سلامة مياه الشرب حالياً، وعدم تلوثها بأية ملوثات، حيث اكد مسؤولون في الوزارة دقة الاختيارات في هذا السياق، إلا ان الهيئة العامة للبيئة رصدت اتساع مساحة التلوث التي وصلت الى الاحمدي جنوباً وبأعماق ترواح ما بين ميل الى ثلاثة اميال في عمق البحر، في حين اكدت مصادر لـ «الوطن» ان عناصر ضارة رصدت الهيئة ارتفاع معدلاتها في مياه البحر، ومنها ما قد يؤثر في تسمم الاسماك اذا ما استمر الوضع لمدة اسبوعين على ما هو عليه الآن. وبرز بين اخطر العناصر التي تم التداول عنها ارتفاع معدل غاز الامونيا وعنصر الكبريت.

هذا وكان وزير الاشغال العامة الدكتور فاضل صفر اكد ان نسبة التلوث لاتزال تحت السيطرة، كاشفاً عن جهود تقوم بها الوزارة لتحويل الصرف الصحي الى شبكة امطار بعيدة عن الجون بمياهه البطيئة الحركة والتجدد، مشيرا الى الاستعانة بأكياس رمال لسد ثغرات المجرور الذي يتم الصرف اليه حاليا لتحويل المسار. اما عن المحطة وما قد ينبعث منها من غازات فقال صفر ان الوضع داخلها مستقر ولم تسجل انبعاثات خطرة.

وفي الاتجاه ذاته كشفت مصادر نيابية عن تنسيق يقوده نواب اسلاميون لبحث امكانية مساءلة وزير الاشغال والبلدية في كارثة تعطل محطة مشرف للصرف الصحي، وذلك بعد اتضاح وجود تقصير كبير في الصيانة الدورية للمحطة. واوضح مصدر مطلع ان القضية «تطير» حكومة بكاملها وليس وزيراً فحسب، خصوصاً ان الوزير هو المسؤول سياسيا امام مجلس الامة وحجم الكارثة كبير جداً.

من جانبها اكدت عضوة لجنة البيئة، الدكتورة معصومة المبارك ان الكارثة التي تعرضت لها محطة مشرف ليست فقط التسرب وانما نتعامل مع كارثة اخلاقية في عقد المشروع ومتابعة سير العمل فيه، معتبرة القضية جريمة في حق الوطن، وقالت ان درجة التلوث بلغت 10 آلاف درجة اي ما يعادل 10 اضعاف ما كانت عليه قبل حدوث التسرب، وهي تعتبر اعلى نسبة واخطر نسبة تلوث تشهدها الكويت في تاريخها.