الشيخ المؤيد.. أبو الفقراء

لقي الداعية الإسلامي اليمني الشيخ محمد علي المؤيد استقبالاً شعبياً حافلاً لدى عودته من الولايات المتحدة، بعدما أمضى خمس سنوات في أحد سجونها في كولورادو، بينما تعهدت الحكومة اليمنية بمتابعة ذيول قضيته مع المسؤولين الاميركيين لطي ملفها نهائياً.

وقبل يناير 3002 لم يكن الشيخ المؤيد المولود عام 1948 في منطقة بني بهلول في ريف محافظة صنعاء، معروفاً على نطاق واسع كما هو حاله اليوم يمنيا وعربيا وإسلاميا، لأن شهرته كانت محصورة في النخب اليمنية وشريحة من العامة والفقراء في حي الأصبحي جنوب العاصمة اليمنية، حيث كانوا يحصلون على المساعدات منه. واعتقل الشيخ المؤيد الذي كان احد رواد العمل الخيري العربي و الاسلامي بامتياز مع مرافقه محمد زايد في ذلك العام في ألمانيا بتهمة دعمه حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وتنظيم القاعده، وهو ما فسرته الحكومة الالمانية والادارة الاميركية من بعدها بتمويل الإرهاب.

وكان والده معلماً في الكتاتيب المعروفة في ذلك الحين بـ«المعلامة » ما دفعه الى الدأب على طلب العلم وتحصيله، فالتحق بمدرسة الأيتام في صنعاء أشهر مدرسة في اليمن التي تخرج فيها أول رئيس لليمن عبدالله السلال والرئيس الحالي علي عبداللله صالح، وغيرهما من السياسيين والمثقفين، وعدد من ضباط الثورة اليمنية، ثم نال البكالوريوس في الدراسات الإسلامية لينتهي به المطاف الى عضوية «الإخوان المسلمين»، لكنه تميز اضافة الى هذا بالنشاط الخيري والانساني فأسس مسجدا صغيرا تحت منزله، ثم مركزا اجتماعيا ودعويا يسمى «مركز الاحسان » الذي أنشأ مخبزا مازال يقدم الخبز للمعدمين والمحتاجين حتى حمل بجدارة لقب «أبو الفقراء»، ما دفع محللين الى القول إن كفته تميل إلى العمل الخيري والإنساني أكثر من ميلها نحو العمل السياسي.

وخلال اعتقاله في أميركا وصف الشيخ المؤيد المحنة التي كان يعيشها في رسالة كتبها من سجنه في ولاية كولورادو، قال فيها «أمضي آلاف الساعات قابعاً في سجني وأنا في محنة وبلاء ما بين تآمر وحقن وتنقلات بين ظلمات السجون وأعمال شاقة لم اسمع بمثلها، وما أعانيه لا يرجع الى جريمة ارتكبتها إنما هو جزاء على ما نقوم به من أعمال البر والإحسان ومد يد العون للمحتاج».

واعتبر محللون، أن في اعتقال الشيخ المؤيد رسالة مزدوجة لليمن للضغط على قيادته وحكومته لإبداء المزيد من التعاون في إطار «الحرب على الإرهاب»، وإحراجه من خلال ورقة الضغط الكبرى التي لم تثر إعلاميا وسياسيا، وهي تسليم الأكاديمي والداعية اليمني الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان الذي يعتبر أحد رفاق المؤيد. وبعد الإفراج عن الشيخ المؤيد هناك العديد من التساؤلات التي تواجهه مثل الطبيعة الجديدة لعلاقته مع حزبه والتجمع اليمني للإصلاح، وما إذا كان سيقوم مراجعة نشاطه الخيري وهل تغيرت نظرته لكثير من الأمور، وهل سيتوقف عن ترديد مقولته «الارهاب الحقيقي هو الفقر » أم أنه سيواصل قولها.
تويتر