مساجد غزة المُدمرة تكتظّ بالمصلين فـي رمضان

الغزيون عمروا مساجد بإمكانات بسيطة. الإمارات اليوم

على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بمساجد قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة قبل ثمانية أشهر، فإنها تكتظ بالمصلين الذين يقدمون إلى مساجد مؤقتة، أقيمت على أنقاضها من نايلون ومواد بسيطة، بشكل أكثر مما كانت عليه الحال قبل تدميرها في صورة تعكس مدى تحديهم الاحتلال.

ففي داخل صندوق كبير من النايلون والقماش يؤدي المصلون الصلاة، ويحيون شعائر شهر رمضان المبارك خصوصا صلاة التراويح وتتعالى أصواتهم بالدعاء على الاحتلال الذي لم يتورع عن تدمير المساجد تدميرا كليا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة وتحويلها إلى أكوام ركام.

ودمر الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة 45 مسجداً تدميراً كاملا، فيما دمر 55 أخرى تدميراً جزئيا، فضلا عن عشرات المساجد الأخرى التي أصيبت بأضرار متفاوتة وذلك وفق إحصائية لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية المقالة.

الحاج السبعيني أبو زياد خضر مؤذن مسجد السلام في منطقة القرم شرق بلدة جباليا شمال القطاع منذ 32 عاما، غمرته فرحة كبيرة لاستمرار إقامة والصلوات في المسجد الذي دمره الاحتلال بشكل كلي خلال الحرب، حيث أقيم مسجد من النايلون والحديد المستعمل يؤمه مئات المصلين، خصوصا سكان الخيام في المنطقة التي تهدمت منازل سكانها بالكامل.

وقال خضر لـ«الإمارات اليوم» وهو يستعد لإقامة الأذان «على الرغم من تدمير إسرائيل مسجد حي السلام ومنطقة القرم الذي أشرف عليه منذ 32 عاما فإننا أقمنا على أنقاضه مسجداً على قدر المستطاع من نايلون وحديد مستعمل وكل ما يتوافر لدينا ونقيم فيه جميع الصلوات وشعائر شهر رمضان من صلاة التراويح وقراءة القرآن والدعاء».

وأضاف «الناس سعيدة بشكل كبير لأنها عادت لتصلي في مسجدها الذي تدمر لأنه هو المسجد الوحيد للمنطقة التي تقع شرق جباليا ويسكنها مئات العائلات».

وكانت إسرائيل قد حولت مسجد السلام إلى ثكنة عسكرية فترة الحرب وأساءوا إلى قدسيته ومن ثم أزالوه عن وجه الأرض.

ونقل المواطن أكرم البرش من سكان منطقة القرم فرحة المصلين بعودتهم للصلاة في مسجدهم المدمر، حيث قال «لقد تذوقنا طعما مختلفا للصلاة في مسجد حاول الاحتلال إنهاءه عن الوجود، لاسيما أجواء العبادة في الشهر الفضيل وكان إصرارنا على إعادة إقامة المسجد لنواصل العبادة لله ولنتحدى إسرائيل التي ظنت أنه من خلال قصف المساجد وهدمها أن يبعد الناس الصلاة إلا أن ذلك جاء بأثر عكسي وزاد إقبال الناس على المساجد».

من جهته، قال إمام مسجد البورنو غرب مدينة غزة حسام اليازجي الذي أقيم أيضا من نايلون «إن هذا المسجد العامر بأهله وبعد أن تم تدميره بشكل كامل أصر الناس بإيمانهم وإقبالهم على الطاعات على إقامته من أبسط الإمكانات وأن يقيموا صلاتهم، وعلى أنقاض المسجد القديم وسنبقى نقيم الصلاة بشكل أكبر كلما حاولت إسرائيل استهداف بيوت الله».

وأضاف أن «المسجد الذي نصلي فيه عبارة عن بيت محمي من نايلون ولكن رغم حر الصيف وعدم اتساعه لأعداد المصلين الكبيرة إلا أنهم يقبلون بشكل كبير على الصلاة في المسجد، خصوصا صلاتي الفجر والتراويح».

وكان مسجد البورنو أول المساجد التي دمرها الاحتلال في فجر اليوم الثاني للحرب على غزة، ويقع بجوار مجمع الشفاء الطبي.

وقال علاء الجوجو أحد المصلين في المسجد «نحن نصلي في مسجدنا قبل أن يقصف، ولم ترعبنا الطائرات حتى بعد أن دمره الاحتلال، فقد كنا نصلي كل الصلوات على أنقاضه والعدوان كان مستمرا، والآن نواصل الصلاة في مسجد مؤقت ومتواضع أقمناه على أنقاضه حتى لا تفوتنا عبادة الله ولا نحرم من فرحة شهر رمضان».

تويتر