نتـنياهو لا يهتـم برأي البريطانيين بإسرائيل

نتنياهو رفض إجراء أي مقابلة صحفية في أثناء زيارته لندن الأسبوع الماضي. غيتي ــ أرشيفية

اتهم ستيفن بولارد، رئيس تحرير صحيفة جويش كرونكل البريطانية، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنه لا يهتم بآراء الشعب البريطاني بإسرائيل بعد أن رفض إجراء أي مقابلة في أثناء زيارته لندن الأسبوع الماضي.

وقال بولارد في تعليق له في الصحيفة، مع أنه مؤيد لنتنياهو، «في الحقيقة، فإن الإسرائيليين لا يكترثون بتغطية أخبار الشرق الأوسط، وهم لا يهتمون في ما إذا اعتقد البريطانيون أن الإسرائيليين مجرمي حرب. وهم لا يهتمون بخسارة حرب الإعلام والعلاقات العامة. وهم لا يكترثون إذا ما كان هؤلاء الأشخاص الذين يهتمون لأمر إسرائيل أمثالي، يمكن أن يشعروا بالغضب من رفضهم القيام بأي شيء لمساعدتنا في تحسين صورة إسرائيل المرعبة».

وتضمنت زيارة نتنياهو التي استمرت ثلاثة أيام لقاءات مع رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون ولقاء آخر مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما للشرق الأوسط جورج ميتشل، إضافة إلى زيارة «صندوق استكشاف فلسطين»، ولكن وجهة نظر بولارد أن رفض المسؤول الإسرائيلي الحديث أمام الصحافة البريطانية في داونينغ ستريت كان تضييعاً لفرصة علاقات عامة.

وقال الرئيس التنفيذي لليهودية الليبرالية الحاخام داني ريتش، وهو ثالث أكبر قطاع يهودي في بريطانيا، إن عدم دعوة كبار رجالات الجماعات اليهودية، بمن فيهم هو نفسه، للقاء نتياهو أو المسؤولين المرافقين له «مثل من يطلق النار على قدمه» في الحرب الإعلامية. وأضاف ريتش «تريد سفارة إسرائيل في بريطانيا وتتوقع من الجماعات اليهودية أن تتفهم وتدافع عن موقفها في بريطانيا. ومن الواضح أن ذلك بحاجة إلى شراكة بين السفارة وممثلي إسرائيل وقادة الجماعات اليهودية، وربما كان وجود نتنياهو في بريطانيا فرصة جيدة لبناء هذه الشراكة، ولكن، تم تضييع الفرصة». وقال مؤلف كتاب «المجتمع اليهودي البريطاني المعاصر» المؤرخ جيفري الدرمان إن الإسرائيليين يكنون كل الاحتقار لبريطانيا، ومن وجهة نظري كإسرائيلي فإن بريطانيا ليس لها أي أهمية الآن، وإن الرأي العام في أميركا (الملاك الحامي لإسرائيل) هو المهم الآن». وأضاف «سواء توجب على الإسرائيليين أن يظهروا المزيد من الاهتمام بالرأي العام البريطاني، بالنظر الى أن هذا البلد عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، فإن ذلك موضوع آخر. وبالطبع فإن الإسرائيليين لم يلغوا بريطانيا تماماً. ولكن لديهم عدد محدود من الموارد، ووضعوها في مكان آخر».

وقال مدير منظمة الليبراليين الديمقراطيين (أصدقاء إسرائيل) مونرو بالمر «يتعين على إسرائيل ألا تضيع أي فرصة في طرح قضيتها، وأن بعض الإسرائيليين ملتزمون بالدفاع عن أمن إسرائيل ومستقبلها، لدرجة أنهم في الغالب يقللون من أهمية الإعلام والرأي العام العالمي».

غير أن المحامي أونثوني غوليوس الذي دافع عن الكاتبة ديبورا ليبستدات في قضية قذف وطعن من المؤرخ ديفيد إيرفينغ يقول «أعتقد ان أصدقاء اسرائيل، وهم الجماعة اليهودية البريطانية، مهتمون بشأن سمعة إسرائيل، ولكن أعتقد أيضا أنها وجهة نظرهم، يمكن أن تغطي على اعتبارات أكثر اهمية لإسرائيل والشرق الأوسط، فإذا كان نتنياهو في بريطانيا يتحدث عن مؤتمر السلام الذي يمكن أن يحدث، وتجنب وسائل الإعلام لهذا السبب، فذلك يبدو معقولاً جداً».

تويتر