ثروة كينيدي عزّزت إرث العائلة الليبرالي
لم تسهم ثروة عائلة إدوارد كينيدي في تمويل الحملات الانتخابية الرئاسية لأشقائه فحسب، بل ساعدت على تعزيز إرث العائلة الليبرالي، وصياغة حملة كنيدي التي استمرت طوال حياته من أجل الرعاية الصحية على نطاق عالمي. لكن، ما حجم ثروة كينيدي عندما توفي الأسبوع الماضي عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع سرطان الدماغ؟
من الصعب معرفة حجم هذه الثروة بالتحديد، لكن التقارير الفيدرالية المالية السنوية يمكن أن تظهر ولو جزءاً من ثروته الشخصية. ويحصل كينيدي على 165.200 دولار باعتباره عضواً في الكونغرس، بيد أن ذلك مجرد جزء ضئيل مما كان يمتلك. وأشار أحدث تقرير صدر في 2008 إلى أن ممتلكات كينيدي وزوجته تتراوح ما بين 15 إلى 72.5 مليون دولار. وقبل عام من ذلك التاريخ، أبلغ كينيدي الجهات رسمية بأن قيمة ممتلكاته تتراوح ما بين 46.9 إلى 157 مليون دولار.
لكن، لكينيدي مصادر دخل أخرى تتضمن 1.995.833 دولار من دار نشر لقاء مذكراته. وسيذهب جزء من هذه الأموال الى الجمعيات الخيرية، بما فيها مكتبة جون كينيدي.
ويعتبر المصدر الأساسي لثروة كينيدي مؤسس العائلة جوزيف كينيدي الذي جمع ثروة عن طريق أعمال الصرافة والعقارات والمشروبات الروحية والإنتاج السينمائي والأسهم في «وول ستريت»، وصلت إلى نحو 500 مليون دولار بحلول ثمانينات القرن الماضي.
وتجمع جزء كبير من هذه الثروة بعد قرار كينيدي الأب شراء مبنى ميرشندايز مارت الشهير في شيكاغو في 1945 بمبلغ 12.5 مليون دولار عام 1945 .وكان ارتفاعه 25 طابقا ومساحته كبيرة، وكان يعتبر أضخم مبنى في العالم، حتى بناء وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون. واحتفظت العائلة بالمبنى الضخم حتى 1998 ،حيث تم بيعه مع بعض الممتلكات الاخرى بما فيها مركز تسوق آخر، بمبلغ 625 مليون دولار للاستفادة من سوق العقارات المزدهرة في ذلك العام.
وقال الراحل جون كينيدي الابن مازحاً بشأن ممتلكات عائلته من العقارات، عندما زار شيكاغو في 1996 ،لإحياء ذكرى إطلاق مجلة جورج «في أربعينات القرن الماضي اشترت عائلتي مبنى ميرشندايز مارت. وفي سبعينات القرن الماضي، اشترينا مركز تسوق، وفي انتخابات 1960 اشترت عائلتي 20 ألف ناخب «مشيراً إلى فوز والده بصعوبة في الانتخابات».
ويرى عضو الكونغرس كينيدي أن ثروة عائلته هي التي عززت إصراره على توسيع الرعاية الصحية. وكان ذلك درساً تعلمه عبر تجربته المؤلمة. وكتب في مقالة في مجلة «نيوزويك» قبل شهر من وفاته عن المعاملة التي تعرض لها ابنه تيدي الابن الذي تعين عليه أن يخضع لعلاج سرطان نقي العظام، حيث اضطر إلى بتر ساقه اليمنى. وجاء في المقالة «يتفطر القلب لحالة الآباء الذين يرجون الأطباء وهم يسألونهم عن مدى فرص شفاء أطفالهم، إذا كانوا يملكون نصف تكاليف العلاج أو ثلثيه».