عصابات من النشّالات تغزو مترو باريس
ليس غريباً أن يشتكي مستخدمو مترو باريس من ظاهرة السرقة التي يحترفها بعض الشباب العاطل عن العمل، إلا أن الغريب في هذه الأيام انضمام الفتيات إلى مجموعات اللصوص المحترفين.
وعبرت شرطة باريس عن قلقها من تزايد عدد المراهقات اللواتي يستهدفن ركاب المترو ويسرقن ممتلكاتهم، وتراوح أعمارهن بين 12 و15 سنة.
ولجأت المراهقات مع عائلاتهن، أو بمفردهن ، إلى فرنسا قادمات من أوروبا الشرقية، ووجدن أنفسهن أمام واقع اقتصادي صعب. في حين وجد بعضهن في النشل مهنة مربحة وسهلة، غير مباليات بالمخاطر التي يمكن أن يتعرضن لها.
ويقال إن المراهقات النشالات اللاتي قدمن من بلغاريا ورومانيا وصربيا يقمن بالتعدي على مستخدمي المترو أمام أعين الناس.
وفي آخر التطورات، ذكرت الشرطة أن ثلاث فتيات يرتدين لباساً عصرياً باغتن سيدة كانت في طريقها إلى مدخل القطار، وقامت إحداهن بضربها على مؤخرتها ومنعها من الحركة، في حين سحبت الأخريان حقيبة المرأة، وقمن بتفتيش محتوياتها.
وبعد أخذ بعض محتويات الحقيبة قامت الفتاة برميها، وانصرفت الفتيات بسرعة، وكن يدفعن المارة بقوة، الأمر الذي أثار دهشة الناس، وترددت هتافات من هنا وهناك «أوقفوهن».
وقع مئات الأشخاص ضحية للنشل من المراهقات هذا الصيف، ما دفع محافظ العاصمة إلى دق ناقوس الخطر، ودعا وزارة الداخلية إلى اتخاذ اجراءات حازمة لوقف هذه الظاهرة المسيئة لسمعة فرنسا.
ويقول حارس أمن في ميترو باريس «أصبح هؤلاء الفتيات كابوساً حقيقياً. حيث يتجاوز عددهن 100 أو أكثر، ويعشن في ضواحي العاصمة». وتركز المراهقات على محطات المترو التي يكثر فيها السياح. وتقول الشرطة إن المشكلة لا تكمن في القبض عليهن، وإنما في كيفية التعامل معهن كونهن قاصرات، والقانون الفرنسي يحمي الأشخاص دون الـ18 ولا يجيز الملاحقة القانونية في هذه الحالة. ويقول ضابط شرطة في وسط باريس إن أعوان الأمن يتعرضون للعض من طرف الفتيات، وإلى سوء المعاملة، بما في ذلك الشتم والكلام البذيء.
ويتعرض أكثر من 20 ألف سائح للسرقة كل صيف في عاصمة النور، وينتهي بهم المطاف في مراكز الشرطة من مجموع 18 مليون سائح يقصدون باريس كل صيف. وعادة ما يقع هؤلاء ضحية لمحترفي النشل في الأماكن العامة، بما في ذلك محطات القطارات والحافلات والمترو.
عن «لوفيغارو»