نافع: تراجع أميركا وليس تنازل السودان وراء تحسّن علاقتهما

نافع أكّد أن الانفصال سيكون الخيار الأسوأ للجنوب أكثر من الشمال. أ.ف.ب ـ أرشيفية

أكد مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية نافع علي نافع تمسك النظام السوداني باجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ابريل المقبل، كما شدد على أن تراجع الولايات المتحدة وليس تنازلات السودان وراء تحسن علاقة الدولتين أخيرا.

وقال نافع في حوار خاص مع «الإمارات اليوم» بالقاهرة، إن الانتخابات لا بديل عنها على الرغم من تخوف الاحزاب السياسية من اجرائها لأنها تمنح الحزب الحاكم شرعية جديدة، حسب رؤيتهم ولا يوجد امل في حصولهم على نسبة تؤهلهم للمشاركة في السلطة ، وأكد أن «النظام عقد العزم على ان تكون حرة ونزيهة وسنسمح للهيئات المحلية والاقليمية والدولية بمراقبتها حتى تكون نموذجاً عربياً وافريقياً للشفافية لأن هذا الامر هو الذي يحقق هدف الاستقرار والأمان للبلاد».

وقال نافع إن «التشكيك في الانتخابات ليس له أي مبرر وإن الانتخابات سوف يتم اجراؤها في جميع انحاء البلاد بما فيها المناطق التي كانت مسرحا للنزاعات». وتابع «أن الحديث عن ضرورة انهائها أولا ليس له مبرر لأن دارفور آمنة تماما الآن ولا توجد سوى دائرة واحدة مضطربة في جبل مرة وأنه لا تستطيع أي حركة في دارفور أن تعوق قيام الانتخابات بالإقليم فالأمور مستقرة تماما هناك بشهادة قائد قوات اليوناميد ورودولفي أدادا في كل انحاء العالم يمكن ان تتم الانتخابات دون دائرة او اثنتين».

وكان أدادا قد اكد أن الإقليم لم يعد في حالة حرب وأن هناك جماعة متمردة واحدة هي القادرة على شن حملات عسكرية محدودة.

وحذر نافع من أن الانفصال لن يكون كارثياً على الشمال بقدر ما سيكون كارثة أكبر على الجنوب الذي اصبح ساحة للقتال حيث قتل هذا العام فقط اكثر من 1000 جنوبي في نزاعات جنوبية ـ جنوبية وان النزاعات ستكون الأسوأ من نوعها في القارة السمراء حال انفصاله».

وقال نافع «ان ما اثير حول الاحصاء السكاني في الجنوب لا يستند إلى اية حقائق، موضحا أن شكوى الجنوبيين من الإحصاء السكاني حجة واهية، وأن الجنوبيين هم الذين قاموا بعملية التعداد السكاني بأنفسهم وبمشاركة مراقبين دوليين واقليميين فإذا كانت النتائج سيئة فإن هذا يعود عليهم»، مؤكدا «أن الإحصاء الذي حدث أخيرا بالسودان لم يحدث بالبلاد منذ عهد الاستقلال بشهادة الخبراء الدوليين وان الحركة الشعبية اصيبت بالصدمة عندما اظهر الاحصاء ان تعدادهم فقط ثمانية ملايين نسمة وهو ما يعني انزال حصتهم في السلطة من 34٪ الى 21 ٪، وهو السبب الرئيس وراء ادعائاتهم بتزوير الإحصاء تارة والتلويح بالانفصال تارة اخرى، على الرغم من تغاضي حزب المؤتمر الوطني عن عملية تقليص نسبتهم حتى الان».

وقال نحن في حوار مستمر الآن مع الحركة الشعبية بضرورة قيام الانتخابات وأن هذا التعاون يمكن أن يطمئن الحركة بأن اتفاقية السلام لن تضار من نتائج الانتخابات لأنها المخرج من الصراع الجنوبي ـ الجنوبي».

وقطع نافع بأن «تحسن العلاقات مع واشنطن سينعكس إيجاباً في حل أزمة دارفور، خصوصا بعدما تأكدت من ضعف الحركات المسلحة في دارفور ويئست من مقدرتها على تحقيق شيء وأن هناك مؤشرا جيدا للادارة الجديدة التى بدأت في دراسة الملف السوداني دون التقيد برؤية ادارة بوش وأنها ستتجاوز القوى المعوقة لوحدة الحركات كعبدالواحد محمد نور وخليل إبراهيم»، ومن جهتنا «سنتعاون مع أوباما لأقصى درجة، رغم علمنا بضعف الجهاز التنفيذي في الغرب وأميركا أمام اللوبيات الصهيونية والمسيحية التي تحاول تمزيق السودان الى خمس دول».

وأكد د. نافع أن علاقة السودان مع الخارج تؤسس على المصالح وليس على القيم والحريات، موضحا «أن الحرية والديمقراطية في قناعات العالم الغربي شعارات برّاقة للتدخل في الشأن الداخلي فالانتهاكات مقبولة في سجن غوانتانامو وسجن أبوغريب، ولكنهم يذرفون الدموع لاحتجاز فرد او اثنين، وفقا للقانون في بلادنا». وأشار إلى أن أسباب تحسن علاقات السودان مع أميركا ليست تراجع الحكومة السودانية عن مواقفها وخطب ود الأميركيين، بل بسبب فشل سياسات حكومة الرئيس السابق جورج بوش عسكرياً وسياسياً واقتصادياً مع الخارج وثباتنا على مواقفنا».

وحول صراع واشنطن مع دول اسيا على البترول السوداني قال نافع إن «البترول السوداني كان من الممكن أن يكون قليل الجدوى إذا وقع بيد الأميركيين فهناك دول كثيرة يستخرج وينتج بترولها بواسطة أميركا والغرب ولم تستفد هذه الدول من بترولها مع هذه السيطرة الغربية». مضيفا أن البترول السوداني يستخرج مع الصين وماليزيا وغيرهما بأفضل الاتفاقات في العالم على الإطلاق فنحن يعود الينا 80٪ من بترولنا الآن ونسعى إلى أن يكون كله لنا تماما، وجميع مراحل إنتاج البترول في السودان تتم بأيدٍ سودانية خالصة في الوقت الذي لا تجني دول افريقية اكثر من 5٪ من عوائد نفطها نتيجة الشروط التعسفية للشركات الاميركية وختم إن «ما قمنا به من انجاز باستخراج النفط في قلب مناطق النزاع مع الجنوب واثناء الحرب الاهلية الطاحنة وبشركات غير اميركية السبب الرئيس لتشكيل تحالف اميركي ـ أوروبي ضد السودان وافتعال اعلامي مذهل لأزمة دارفور.

تويتر