واريس ديري راعية للغنم تعرضت للختان قبل أن تصيب الشهرة. غيتي

احتجاجات على فيلم لراعية تحوّلت إلى سفيرة للأمم المتحدة

إنها قصة الفتاة واريس ديري التي ولدت في قبيلة تعمل في رعي الماعز في الصومال، وهربت من قريتها، وهي في الـ13 من عمرها، بعد أن اكتشفت أن أهلها رتبوا زواجها، لتكون الزوجة الرابعة لرجل يكبرها بضعفي عمرها. وسافرت من مقديشو إلى لندن، وعملت بصورة غير قانونية عاملة نظافة، حتى «اكتشفها» مصور أزياء، وانطلقت نحو حياة الشهرة العالمية والثروة.

وظهرت ديري في أحد أفلام جيمس بوند«ضوء النهار الحي». وقبل أيام، كانت في مهرجان البندقية السنمائي، حيث أطلقت فيلم «زهرة صحرواية» الذي يتحدث عن حياتها، وهو الاسم نفسه للكتاب الذي يتحدث عن سيرة حياتها الذي حقق أرباحاً كبيرة. ويقوم ببطولة الفيلم الذي نال إعجاب النقاد عدد من أفضل الممثلين البريطانيين، بمن فيهم سالي هوكنز وتيموثي سبال وجولييت ستيفنسون والكاتبة الكوميدية ميرا سيال. وقام بدور ديري عارضة أزياء إثيوبية، شاركت روبرت دي نيرو في فيلم «الشحاد الطيب»، وهي ليا كيبيدي.

وقالت ديري التي تعيش في أستراليا، في أثناء حديثها عن الفيلم، إنها أرادت أن يركز الفيلم على الأسرار التي أفشتها في أوج مسيرة حياتها، كعارضة أزياء في ،1997 وإنها عانت من مشكلات جراء تعرضها للختان في عامها الخامس. وأوضحت أن هذا الكشف قدمته بوجه «الأنثى التي تعرضت إلى تشويه في أعضائها الجنسية»، وقالت «قبل التحدث عن الموضوع، لم يخطر على بال أحد التحدث عنه. وكنت مترددة في الحديث عنه، وفي حقيقة الأمر، لم أكن أظن أن الموضوع سيصل إلى هذا الحد». ولكن الموضوع أثار ردة فعل عالمية كبيرة، وأصبحت ديري ناشطة في مجال حقوق الإنسان، وسفيرة خاصة للأمم المتحدة، كما تلقت جوائز إنسانية عديدة، بما فيها وسام فارس الشرف الفرنسية في .2007

وقالت مخرجة الفيلم شيري هورمان إنها وعدت دييري أن تكون مشاهد ختان النساء موجودة في الفيلم. واتخذت هورمان قرار إخراج الفيلم في جيبوتي المجاورة للصومال وإثيوبيا. وقالت «في أثناء التصوير في منطقة السوق، وعلى الرغم من وجود رجال الشرطة، أعرب السكان المحليون عن غضبهم من موضوع الفيلم، وقذفوا بعض الممثلين بالحجارة».

وكانت هورمان مصممة على تصوير حياة ديري على نحو حقيقي إلى أكبر قدر ممكن. واستخدمت العائلات المحلية للمساعدة على تصوير المجتمع الحقيقي، وقالت «في جيبوتي، أدركت بأن زهرة الصحراء سيكون أول فيلم يركز على الثقافة الصومالية وجذورها الإسلامية. وصور البدو الذين لم ير بعضهم كاميرا من قبل».

وصورت المخرجة مشاهد في لندن بكاميرا سرية، حيث تجولت كيبيد بين الأشخاص المشردين في سوهو. وقالت كيبيد إنها قبل أن تبدأ تصوير مشاهدها، قرأت قصة حياة ديري، وحاولت أن تظهر مدى شجاعتها وروحها الصادقة، قدر استطاعتها.

وقالت ديري إن مشاهدة الفيلم كانت أمراً صعباً لها من الناحية العاطفية. وأضافت «لا أعتقد أني استطيع مشاهدة الفيلم مرة ثانية، لأن ذلك يؤذيني».

الأكثر مشاركة