كيف أفلس «مادوف لبنان»
أودع جميل فنيش وأبناؤه «الحاج صلاح» أكثر من مليون دولار، ليوظفها في أعماله من دون أي ضمانة منه، إذ إنه «رجل ثقة وصاحب كف بيضاء»، على حد قول جميل الذي لا يكاد يصدق خبر إفلاس صلاح عزالدين وتبخر الأموال. ويقول جميل الذي يجلس مع مجموعة من أبناء البلدة، أذهلهم نبأ افلاسه أيضا، أمام متجر صغير في ساحة معروب، لوكالة «فرانس برس» إن المبلغ الأساسي الذي أودعناه الحاج صلاح عبر وسيط يفوق المليون دولار. ويوضح جميل «كنا أحيانا نتقاضى الأرباح عنه، وأحيانا أخرى نضيفها على المبلغ الأساسي».
ويعيش فنيش (65 عاما)، وهو أب لـ11 ابنا وابنة، وجد لـ25 حفيداً، مع القسم الأكبر من أفراد عائلته الكبيرة، في كندا حيث يقومون بأعمال تجارية.
وهذه السنة، تنتهي عطلته في لبنان على غير ما يشتهي. ويقول «لا نملك سندا بالمبلغ، ولا ايصالاً. اكتفى الوسيط بأن دوّن على دفتره رقم المبلغ الذي أخذه منا». والرجل الذي أطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم «مادوف لبنان»، يصفه أبناء الجنوب بأنه «فقاسة مال»، حسبما يؤكد محمد، صاحب فرن على الحطب في العباسية. ويقول محمد ضاحكا «كان فقاسة مال، يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة».
فيلا صلاح عزالدين المقفلة في معروب يلفها الصمت، والناطور اختفى منذ أيام، كأن سكانها غادروها على عجل، فلم يجدوا الوقت لتأمين مأوى لفرس وحصان يتنقلان بكسل في الفناء الخلفي للمنزل، ولعدد من فراخ البط والدجاج.
وصلاح عزالدين مولود في معروب في .1962 بدأ نجمه يلمع في أوساط الطائفة الشيعية منذ أكثر من 20 سنة، عندما أنشأ «حملة باب السلام للحج» التي كانت تنظم رحلات حج إلى مكة المكرمة. بعد ذلك، وسع دائرة أعماله، لتشمل تجارة النفط والذهب والألماس والمعادن، كما يُجمع فنيش وأصدقاؤه. وكانت تجارته تتم خارج لبنان بين إيران والجزائر والصين. ويملك أيضا دار الهادي للنشر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ختمها القضاء بالشمع الأحمر بعد توقيفه حفاظا على حقوق الناس.
ويقول علي عزالدين، صاحب محل هواتف خليوية في معروب، «كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير. يسدد الأقساط المدرسية وفواتير الأدوية والمستشفيات للمحتاجين. حجم أعماله وصيته الحسن جعلا الناس يهرعون إليه لإيداع أموالهم مقابل وعود بأرباح كبيرة». وأضاف «أحمّل حزب الله والدولة المسؤولية. أليسوا المسؤولين عن الناس؟ أين كانوا بينما كان الناس يهرولون من أجل توظيف أموالهم بطريقة غير قانونية؟». ونفى حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصر الله أي علاقة له بصلاح عزالدين، ولو أنه أقر بأن عددا من كوادره أودعوا ملايين الدولارات مع الرجل.
وأوقف عزالدين قبل أسبوعين، وقال مسؤول مصرفي إن هناك اتجاها لتوجيه تهمة الإفلاس الاحتيالي إليه. والشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عزالدين تقدم بها النائب من حزب الله حسين الحاج حسن، وتتعلق بشيك من دون رصيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news