جنود بريطانيون يموتون في أفغانستان من أجل انتخابات مزوّرة
وجّه نواب محافظون في مجلس العموم انتقادات لاذعة إلى الحكومة البريطانية، بعد مقتل عدد من الجنود في أفغانستان الأسبوع الماضي. وقال وزير الخارجية في حكومة الظل، وليام هايغ «لقد دفعنا دماء أبنائنا ثمناً» لانتخابات لم تحترم معايير الديمقراطية. وفي الوقت الذي بات الرئيس حامد كرزاي قاب قوسين من الفوز، تشير التقارير إلى ان عملية تزوير واسعة حدثت عقب إغلاق مكاتب الاقتراع، خصوصاً في المناطق النائية. وأشارت لجنة مراقبة الانتخابات إلى أنه يتعين إلغاء نتائج عدد كبير من مراكز الانتخاب، نظراً لدلائل «واضحة عن حدوث تزوير»، وعلى الرغم مما حدث تبقى الحكومات الغربية، بما في ذلك بريطانيا، صامتة إزاء الخروقات التي ترتكبها حكومة كرزاي، من دون أن تطالب بضرورة إعادة التصويت. وفي الوقت الذي ترى فيه لندن أن الوقت سابق لأوانه لإصدار حكم، يعتقد نواب في المجلس بضرورة إجراء الانتخابات في أفغانستان.
يشكك المراقبون في جدوى الخطة البريطانية لجلب الاستقرار في أفغانستان، في الوقت الذي تبدو فيه الفجوة بين الحزبين الحاكمين في بريطانيا (المحافظون والعمال) كبيرة، حول طريقة القضاء على العنف وإرساء دعائم الديمقراطية في هذا البلد المنهار. وقال هايغ انه ليس من المنطقي إخفاء حقيقة التزوير والتلاعب في الانتخابات، لأن ذلك ليس في مصلحة البريطانيين، الذين يعتقدون أن جنود بلادهم في مهمة نبيلة. ويضيف المسؤول البريطاني ان الدول الغربية قامت بتعزيز وجودها في أفغانستان من أجل ضمان نزاهة الانتخابات، إلا أن ذلك لم يتم. ويعتقد هايغ أن التغاضي عن الأخطاء التي تحدث هناك يضر بالمواطن الأفغاني وسمعة قوات التحالف.
يذكر أن بريطانيا أرسلت 700 جندي إضافي لحماية مراكز التصويت والطرق الرئيسة لتسهيل تنقل المواطنين. وينادي عدد من النواب في مجلس العموم بإعادة الانتخابات الأفغانية، ومنهم وزير الداخلية السابق في حكومة الظل ديفيد دايفس، الذي يقول «هذه ضرورة ملحة إذا أردنا أن نطلب من جنود التحالف في أفغانستان البقاء هناك والمخاطرة بحياتهم لدعم حكومة محلية جديدة»، وفي غضون ذلك قال المنافس الأول لكرزاي في الانتخابات الأخيرة، عبدالله عبدالله إن لجنة مراقبة الانتخابات نفسها تعمل على التلاعب بنتائج الانتخابات لمصلحة كرزاي.
عن «ديلي تليغراف»