تقارب إيران وفنزويلا يهدّد الأمن الأميركي
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الإسلامية وفنزويلا منذ نحو نصف قرن، إلا أن التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بات مبعث قلق كبير في الغرب. وشهدت تلك العلاقات تطورا ملحوظا عقب وصول أحمدي نجاد إلى السلطة في 2005 .
وعمل كل من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ومحمود أحمدي نجاد، على بناء شراكة حقيقية في مجالات مختلفة شملت الاقتصاد والتسلح، إضافة إلى تعزيز سياسة العداء للولايات المتحدة. وظهرت أولى لبنات التحالف بين البلدين عندما انضمت كركاس إلى هافانا ودمشق، في 2006 وصوتت ضد تقرير أميركي حول إخفاق العقوبات الدولية في وقف البرنامج النووي الإيراني.
وبعد سنة من ذلك وخلال زيارة تشافيز لطهران أعلن الجانبان عن «محور وحدة» ضد الولايات المتحدة والإكوادور التي تحالفت مع واشنطن ضد فنزويلا. كما عبر تشافيز عن دعم بلاده الكامل لنجاد أثناء الاضطرابات التي أعقبت إعادة انتخابه في يونيو الماضي.
وقع البلدان العديد من «مذكرات تفاهم» للتعاون في مجال البحث العلمي والقطاعات المصرفية، وكذا التنقيب عن النفط وتكريره. إضافة إلى ذلك وقع الرئيسان مذكرة أخرى تقضي بدعم الطرفين «الكامل» بعضهما بعضاً في المجال العسكري. وذكرت مصادر صحافية أن طهران أرسلت خبراء عسكريين إلى فنزويلا للعمل ضمن قواتها.
وفي السياق ذاته، قال تقرير لمركز كرنيغي للسلام، صدر ديسمبر الماضي، «إن فنزويلا تمتلك مخزونا هائلا من مادة اليورانيوم المشعة تقدر بنحو 50 ألف طن من اليورانيوم الخام لم يتم استغلاله بعد».
وتقول مصادر أميركية، إن جهات إيرانية تقوم بنشاطات مختلفة في مختلف أرجاء فنزويلا، ومنذ ثلاث سنوات بدأت مصانع يمتلكها إيرانيون الانتشار في أماكن نائية ومعزولة من السهل القيام فيها بنشاطات مشبوهة. ولم تحصل وكالة الاستخبارات «سي أي أيه» على معلومات، حتى الآن عن طبيعة النشاطات داخل تلك المنشآت، إلا أن مسؤولين في البيت الأبيض دعوا إلى الحذر، خصوصاً بعد احتجاز السلطات التركية سفين إيرانية متوجهة إلى فنزويلا وعلى متنها معدات إنتاج متفجرات، وتم شحنها على أنها قطع غيار لمعدات زراعية. وربما يكون من حسن الحظ أن يتم الانتباه إلى هذه الشحنة إلا أن الأكيد أن معظم الشحنات من هذا القبيل تصل إلى فنزويلا بأمان.
في المقابل، تقول الحكومة الأميركية إن الفساد الإداري قد استشرى في فنزويلا بشكل غير مسبوق، الأمر الذي فتح الباب أمام المهربين الكولومبيين لشحن المخدرات عبر فنزويلا في اتجاه الولايات المتحدة. كما سمح الفساد بتنامي الأنشطة المشبوهة في البلاد، وازدهار تجارة السلاح. كما تؤكد «سي أي أيه» دعم كركاس لتنظيم «فارك» الكولومبي، الذي تصنفه الولايات المتحدة ضمن الجماعات الخارجة على القانون.
وقد عثر في يوليو الماضي على أسلحة سويدية الصنع مع مقاتلين في التنظيم كانت فنزويلا اشترتها في الثمانينات. وقد وصف وزير الداخلية الفنزويلي طارق العصامي، السوري الأصل، هذه الأنباء بـ«الاستعراض الإعلامي».
وقد أثيرت مخاوف من التقارب الفنزويلي الإيراني غير المبرر استراتيجياً، حيث لا توجد قواسم مشتركة بين النظامين ماعدا كراهية الولايات المتحدة. ويعتقد البعض أن تهديداً حقيقياً ليس بعيداً يترصد الأميركيين انطلاقاً من فنزويلا التي لا تبعد عن الولايات المتحدة كثيراً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news