لجنة الطعون الانتخابية في أفغانستان تبحث في شكاوى. إي.بي.إيه

انتقادات للخارجية الأميركية بشأن «فضائح» أفغانستان

واجه ممثلون عن وزارة الخارجية الأميركية انتقادات، بشأن معالجة حوادث تورط فيها عناصر في شركات متعاقدة أفرطوا في تناول المشروبات الكحولية في أفغانستان، وذلك أمام لجنة كلفها الكونغرس التحقيق في العقود في زمن الحرب. وقررت حكومة كابول إعادة فرز الأصوات في 10٪ من مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي جرت الشهر الماضي.

وفي التفاصيل، شارك عدد كبير من موظفي شركة «ارمر غروب نورث أميركا» العاملة في أفغانستان، بموجب عقد من الباطن والمكلفة حماية السفارة الأميركية، في ديسمبر 2008 ويونيو وأغسطس ،2009 في حفلات في كابول أفرطوا خلالها في شرب الكحول. ووضعت على الإنترنت صور للموظفين عراة، وفي أوضاع «غير لائقة».

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للتوظيف، باتريك كينيدي، معلقاً على الحوادث «بصفتي مسؤولاً في وزارة الخارجية، أتحمل مسؤولية عدم تمكني من تجنبها، وعدم اكتشافها قبل ذلك». وأضاف «لا شك أنه كان في وسعنا التصرف بشكل أفضل». وعبر كينيدي عن أسفه لكون الشركة لم تكشف الوقائع، إلا في وقت متأخر جداً. وأوضح أن تحقيقا داخليا يجري حاليا، وتم استجواب 165 شخصاً حتى الآن في هذا الشأن.

وأبلغ صموئيل برينكلي المسؤول في شركة «واكنهات» للخدمات التي تملك «ارمور غروب» اللجنة أنه لم يحضر أمامها للدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه. وقال « أساء بعض موظفينا التصرف، وأنا شخصيا محرج جراء سلوكهم السيئ»، موضحاً أيضاً أنه كان على شركته إبلاغ السلطات الأميركية قبل ذلك.

ولم تبلغ الشركة وزارة الخارجية بالمسألة إلا في 25 أغسطس الماضي، أي بعد أسبوعين على حادث مرتبط بالافراط في تناول الكحول في كامب ساليفان المعسكر الذي يقيم فيه الموظفون.

وردا على سؤال عن مصدر الكحول الذي يشربه الموظفون، اعترف كينيدي بأنه تم شراؤه من داخل السفارة التي تقع على بعد نحو خمسة كيلومترات عن المعسكر.

وطرد عدد كبير من هؤلاء الحراس، ولم يعودوا موجودين في أفغانستان، وحظر استهلاك الكحول في كامب ساليفان.

وقال أحد أعضاء اللجنة دوف زاكيم «لا يمكن التوفيق بين الكحول والأسلحة». واوصى وزارة الخارجية بإنهاء عقد «ارمر غروب نورث أميركا»، من دون انتظار نتائج التحقيق.

وشبه زاكيم انعكاسات ما جرى في كامب ساليفان على صورة الولايات المتحدة، بوقع فضيحة سجن أبوغريب في العراق، حيث أساء جنود أميركيون معاملة معتقلين عراقيين، وكانت صور هذه الممارسات نشرت على الإنترنت ايضا.

وذكّرت زميلته ليندا غوستيتوس بقضية مقتل 17 مدنياً عراقياً حسب التحقيق العراقي، و14 حسب التحقيق الأميركي، عندما أطلق حراس في شركة «بلاكووتر» الأمنية الأميركية النار في سبتمبر .2007 وقالت «لم تنهوا العقد مع (بلاكووتر)، بعد هذا الحادث، وهذا وجّه إشارة ما إلى الشركات المتعاقدة».

على صعيد آخر، أعلنت السلطة الانتخابية في أفغانستان أمس أنه سيتم إعادة فرز الأصوات في 10٪ من مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، والتدقيق فيها، بسبب مؤشرات على حصول تزوير. ولايزال تأثير إعادة الفرز على النتيجة النهائية مجهولاً، لأن عدد الأصوات المعنية لم يعرف بعد.

ويحرز الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي تقدماً بارزاً في 95٪ من مراكز الاقتراع التي أعلنت السلطة الانتخابية نتائجها. وحصل على 54.3٪ من الأصوات الصالحة، مقابل 28.1٪ لمنافسه الأبرز عبدالله عبد الله.

وأمرت لجنة الطعون الانتخابية الأسبوع الماضي بإعادة فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع التي عثر فيها على «أدلة واضحة ومقنعة بحدوث تزوير».

وأعلن رئيس اللجنة، غرانت كيبين، لوكالة فرانس برس أن «نحو 2500 مكتب اقتراع من أصل إجمالي 25450 معنية بهذا الأمر»، وفي كل الولايات الأفغانية.

وسجل مراقبون أفغان وأجانب عديدون حصول تجاوزات بدرجات متفاوتة في كل أنحاء أفغانستان في يوم الانتخابات في 20 أغسطس الماضي.

ورفعت آلاف الشكاوى أمام لجنة الطعون الانتخابية التي أشارت إلى أن التحقيقات يمكن أن تستمر أسابيع عدة. ولن تعلن النتائج النهائية للانتخابات، إلا عند الانتهاء من التحقيقات.

الأكثر مشاركة