الزيدي: تعرضت لأبشع تعذيب وأطلب اعتذار المالكي
طالب الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بفردتي حذائه، بعد الإفراج عنه أمس، رئيس الوزراء نوري المالكي بتقديم اعتذار إليه، واتهمه بـ«حجب الحقيقة». وقال إن ما حرضه على المواجهة هو الظلم الذي وقع على شعبه «من احتلال أراد إذلاله بوضعه تحت جزمته».
وتزامن إطلاق الزيدي مع وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العراق، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.
وتفصيلا، قال الزيدي الذي توجه إلى مكتب قناة البغدادية، فور خروجه من السجن بعد قضاء تسعة أشهر، «أطلب من المالكي الاعتذار عن حجب الحقيقة عن الناس، ففي الوقت الذي قال فيه إنه لم ينم إلا بعد أن اطمأن عليّ، كنت أتعرض لأبشع أصناف التعذيب من ضرب بكابلات الكهرباء والقضبان الحديدية». وأضاف في مؤتمر صحافي «تركوني في الصباح مكبلا في مكان لا يقيني برد الشتاء القارس، بعد أن أغرقوني في الماء منذ الفجر، لذلك سأتحدث عن أسماء الذين تورطوا في تعذيبي، وبينهم مسؤولون في الدولة والجيش». وتابع الزيدي الذي أطلق لحيته وارتدى بدلة داكنة اللون وربطة عنق، «ها أنا حر، ولايزال الوطن أسيراً، أشكر كل من وقف إلى جانبي من الشرفاء في وطني والوطن العربي والإسلامي». وأوضح أن «ما حرضني على ما فعلته هو الظلم، وكيف أن الاحتلال أراد إذلال وطني، بوضعه تحت جزمته وسحق رؤوس أبنائه من شيوخ ونساء ورجال». وأكد الزيدي أنه ليس بطلا، وإنما صاحب رأي، وأضاف «كان بوش يريد توديع ضحاياه بعد ست سنوات من الذل، فأردت الدفاع عن شرف المهنة، وعن وطني وحضارته المستباحة». وأبدى الزيدي خالص الاعتذار عما «تسبب فيه من إحراج للصحافة».
وتجمع نحو 40 شخصا، غالبيتهم من وسائل الإعلام أمام مكتب محطة البغدادية في بغداد، بانتظار الزيدي للترحيب به، ونحر أحدهم خروفين فور وصوله إلى المكان، وقال أيضا «كنت أجوب طوال السنوات الماضية في أرض محترقة، وأشاهد آلام الضحايا والثكالى والأيتام، والعار يلاحقني، وحين اكتمل واجبي المهني، عاهدت ضحايانا بالثأر لهم، وحانت الفرصة ولم أفوتها».
وأضاف «لو علم اللائمون كم وطات الحذاء التي أطلقتها منازل مهدمة بفعل الاحتلال، كم مرة اختلطت بدماء الأبرياء النازفة، وكم مرة دخلت بيوتا انتهكت حرائرها، ولعلها كانت الرد المناسب حينما تنتهك جميع المعايير».وختم قائلا « أردت بقذف الحذاء في وجه مجرم الحرب بوش أن أعبر عن رفضي كذبه، واحتلاله بلادي».
وذاع صيت الزيدي في 14 ديسمبر ،2008 في مؤتمر صحافي للرئيس الأميركي ورئيس الوزراء نوري المالكي، في أثناء زيارة أخيرة قام بها بوش إلى بغداد، ففوجئ الحاضرون بالزيدي يقذف حذاءه باتجاه بوش، صارخا «هذه قبلة الوداع يا كلب». وتفادى بوش الحذاء، وصرح بأن «كل ما أستطيع قوله إن مقاسهما 10 ، إنها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه، لا أعرف مشكلة هذا الرجل، لكنني لم أشعر بأي تهديد حقيقي». ووعد زعماء عرب ورجال أعمال بتقديم هدايا، بينها أموال وسيارات وذهب وفضة وشقة، لمنتظر الزيدي.
ووصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العراق في زيارة لم يعلن عنها من قبل، لمواصلة الضغط الأميركي على الزعماء العراقيين، للتوصل إلى تسويات سياسية في ما يتعلق بقضايا شائكة في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأميركية للانسحاب من العراق في نهاية عام .2011 وصرح البيت الأبيض في بيان بأن بايدن وصل إلى العراق للقاء زعماء عراقيين، وزيارة القوات الاميركية.
على صعيد آخر، أعلن مصدر في الشرطة العراقية أن ضابطا عراقيا قتل صباح أمس جراء انفجار عبوة لاصقة في سيارته، بعد خروجه من منزله في منطقة المسيب التابعة لمدينة الحلة. وقال إن عبوة لاصقة كانت موضوعة في سيارة خاصة لضابط شرطة كان في الطريق إلى مقر عمله، ما أدى إلى مقتله وتدمير السيارة.