ميتشل يطالب بأرضية إيجابية لاستئناف المفاوضات
حث المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل أمس، من القاهرة، العرب والإسرائيليين على «تحمل مسؤولياتهم» من اجل اعادة اطلاق عملية السلام. من خلال القيام بخطوات ملموسة تساعد على إيجاد أرضية إيجابية لاستئناف المفاوضات.
وتفصيلاً، قال ميتشل عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، إن الولايات المتحدة تطلب من جميع الاطراف «أي اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية» تحمل مسؤولياتها من اجل إرساء السلام، عن طريق اعمال تخلق اجواء مواتية لاستئناف المفاوضات.
وبحث ميتشل مع مبارك سبل إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط والعمل على وقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، وبدء مفاوضات جادة للتوصل إلى إقامة دولة فلسطينية.
من جهته، اكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان هناك جهوداً تبذل لوضع الأسس لاستئناف المفاوضات.
واضاف ان مصر تنتظر زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاء مبارك «الجمعة او السبت». وتأتي زيارة ميتشل الى القاهرة في اطار جولة له في المنطقة زار خلالها اسرائيل والضفة الغربية ولبنان والاردن، كما انه سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وعباس.
والتقى ميتشل نتنياهو أول من أمس، من دون الاتفاق بشأن ملف الاستيطان الشائك، حيث إن اسرائيل ترفض تجميد انشطة الاستيطان في الضفة الغربية على الرغم من الضغوط الدولية.
وتأمل واشنطن إيجاد حل لهذه المشكلة ما سيسمح بعقد لقاء بين عباس ونتنياهو الاسبوع المقبل في نيويورك تحت رعاية الرئيس الاميركي باراك اوباما، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
في سياق متصل، قال السفير الاميركي السابق في اسرائيل ومصر دانيال كرتزر لوكالة «فرانس برس»، ان على اوباما ان يقدم الآن «مقاربة متكاملة اكثر ومفصلة» حتى ولو فشل مبعوثه ميتشل في الحصول على تجميد للاستيطان من قبل حكومة نتنياهو.
واضاف ان اوباما وصل الى نقطة حيث يتوجب عليه اما ان يحدد رؤيته للسلام، او الاكتفاء بهدف اكثر تواضعاً في مساعيه لحل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وقال كرتزر «لقد اثار آمالاً بأن عملية السلام ستكون مهمة بالنسبة اليه، ولقد آن الاوان للرئيس لكي يحدد لنا ما يريد القيام به وكيفية ذلك».
وحول خيارات الرئيس الاميركي اعتبر كرتزر ان اوباما يمكنه ان يطلق عملية السلام رسمياً، خلال قمة ثلاثية تجمعه مع نتنياهو وعباس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، او يمكنه ان يختار مؤتمرا اوسع مثل مؤتمري مدريد عام 1991 وانابوليس عام ،2007 او ان يلقي «خطابا يطلق فيه شيئا ما» خلال الجمعية العامة.
وحول ما يمكن للرئيس الاميركي فعله قال كرترز «قبل كل شيء عليه ان يحدد اطارا للمفاوضات. واذا لم تقم اميركا بذلك فسيواجه الطرفان صعوبة كبرى في القيام به». وأكد ان على الرئيس ومستشاريه ان يقرروا الخطوة المقبلة.
وأوضح ان على اوباما الا يبقى بعد الآن «رهينة» مسألة الاستيطان.
في موازة ذلك ستلتقي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الامم المتحدة الاعضاء الاخرين في اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط.
من جهتها نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن ثمة خلافات كثيرة وفجوات كبيرة جداً بين مواقف الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، أدت إلى فشل محادثات نتنياهو مع ميتشل.
وحول النقاط الخلافية والفجوات قالت الصحيفة بحسب المصادر إن الأميركيين يطلبون تجميد الاستيطان لسنة، فيما يوافق نتنياهو على ستة شهور فقط. كما تعارض إسرائيل أن يذكر الرئيس أوباما في خطابه أمام الأمم المتحدة حدود 1967 كأساس للتسوية الحدودية.
وأوضحت أن نتنياهو يصر على الشروط التي طرحها في «خطاب بار إيلان»، وأبرزها أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كـ«دولة يهودية».
وأكدت المصادر أن إسرائيل «تتخوف» من أن يؤدي خطاب أوباما إلى تقويض «رسالة الضمانات» التي تعترف بما يسمى بـ«الكتل الاستطانية كجزء من دولة إسرائيل»، وأن يشكل فاتحة لعودة لاجئين فلسطينيين إلى داخل أراضي .1948
كما ترفض إسرائيل تحديد سقف زمني من سنتين لمفاوضات الحل الدائم، خصوصاً الصيغة التي تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية بعد سنتين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news