عباس أكد لميتشل التزام الجانب الفلسطيني باستحقاقات المرحلة الأولى من خطة «خريطة الطريق». رويترز

عباس يرفض «الحلول الوسط» لاستئناف المفاوضات

أنهى المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل زيارته الأخيرة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية من دون التوصل إلى اتفاق، من شأنه تحريك محادثات السلام المعلقة، وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مع إسرائيل حول تجميد الاستيطان.

واتهم مسؤولون اسرائيليون محمود عباس امس بعدم المرونة ازاء المستوطنات اليهودية، ما أفشل جهود ميتشل في التوصل لاتفاق بشأن استئناف المفاوضات.

وتفصيلاً، صرح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، في ختام لقاء بين ميتشل وعباس، أن ميتشل ابلغ الرئيس الفلسطيني بأنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق مع إسرائيل حول تجميد الاستيطان. وأضاف أن «جهوداً لاتزال تبذل من أجل تخطي العقبات».

ويطالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبل أي استئناف لمفاوضات السلام مع إسرائيل المجمدة منذ نهاية ،2008لكن جهود ميتشل كانت تصطدم حتى الآن برفض إسرائيل وقف الاستيطان.

ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مستعد سوى لقبول إبطاء لوتيرة الاستيطان لفترة محدودة.

وقال عريقات إن عباس جدد التأكيد على أنه لا حلول وسطاً بخصوص الاستيطان، مشدداً على أن تجميد الاستيطان يعني تجميد كل الاستيطان، بما فيه ما يسمى «النمو الطبيعي» الذي يعتبر التزاماً على إسرائيل. وأكد وجوب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، والذي يعتبر أيضا التزاما على إسرائيل .

وأكد عباس لميتشل التزام الجانب الفلسطيني بكل الاستحقاقات التي تضمنتها المرحلة الأولى من خطة «خريطة الطريق»، معرباً عن تقديره لجهود ميتشل وفريقه.

وقال عريقات «سنستمر في تعاوننا مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والسيناتور ميتشل وبقية أعضاء اللجنة الرباعية»، معرباً عن أمله بأن يتم التوصل إلى رزمة تتضمن التزامات كل طرف.

وأشار عريقات إلى أن عباس سيتوجه اليوم إلى القاهرة للقاء نظيره المصري حسني مبارك، وسيلتقي اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في الأردن. وأضاف أن جهود ميتشل لحلحلة الوضع ستتواصل في المنطقة وفي نيويورك أيضاً، حيث سيشارك كل من نتنياهو وعباس الأسبوع المقبل في نقاشات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال«نامل التوصل إلى اتفاق شامل حول كل المسائل، والسيناتور ميتشل يبذل كل الجهود اللازمة لهذه الغاية».

وفي القدس المحتلة، انتهى اللقاء بين ميتشل ونتنياهو الذي استمر ساعتين من دون إعلان.

وقال مصدر حكومي إسرائيلي إن اللقاء الجديد المرتقب يعتبر حاسما في ما يتعلق باحتمال عقد قمة ثلاثية في نيويورك الأسبوع المقبل بين نتنياهو وعباس وأوباما، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.

ومن شأن مثل هذه القمة تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين المعلقة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وقال معاون لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن التقى المبعوث جورج ميتشل بالزعيمين بشكل منفصل ان المفاوضين الفلسطينيين « لم يظهروا مرونة فيما فعلت اسرائيل ذلك.» وأضاف أن اسرائيل عرضت تجميد النشاط الاستيطاني لمدة تسعة شهور. ولكن ميتشل أراد تجميدها عاما كاملا.

وتدفع الولايات المتحدة باتجاه اللقاء الذي أعلنت إسرائيل حتى الآن أنها مهتمة بعقده، حيث أكد نتنياهو منذ توليه مهامه الربيع الماضي أنه مستعد لاستئناف المفاوضات من «دون أي شرط مسبق»، إلا أن رئيس الوزراء اليميني الذي قال إنه مستعد لتعديل برنامج عمله من أجل المشاركة في القمة، يبدو أكثر تشكيكا حيال هذا الاجتماع منذ أيام. وقال، أول من أمس، للتلفزيون الإسرائيلي «قد يعقد الاجتماع وقد لا يعقد. لم أطلب عقده ولم أفرض شرطا مسبقا لانعقاده».

وأكد أن حكومته لا تفكر في «تجميد» النشاطات الاستيطانية، بل في «إبطاء» عمليات البناء لبضعة أشهر. وأضاف إن«نحو 2400 وحدة يجرى بناؤها، و500 أخرى حصلت على ضوء أخضر (من الحكومة). لا أسمي هذا تجميدا، بل إبطاء مؤقتاً».

وكان ميتشل دعا من القاهرة الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم، من أجل التمكن من استئناف عملية السلام.

الأكثر مشاركة