أوبامــا: مواصلـة الاستيطـان غيـر شرعي

أوباما يؤكد حاجة العالم الملحّة للحلول المشتركة لمشكلاته. رويترز

قال الرئيس الأميركي باراك اوباما امس، امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان الولايات المتحدة تعتبر مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة غير شرعي. وفيما اكد ان العالم بحاجة إلى تحول تحت قيادة أميركية، داعيا الى تعاون متعدد الاطراف، قال اوباما ان برامج ايران وكوريا الشمالية النووية تهدد بأخذ العالم الى منحدر خطر.

وتفصيلاً، قال اوباما في اول خطاب له امام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 192 عضواً «نواصل التأكيد على ان الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية». وأضاف أوباما في كلمته أمام الجمعية العامة «مازلنا ندعو الفلسطينيين إلى انهاء التحريض ضد اسرائيل، ومازلنا نؤكد أن أميركا لن تقبل شرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة»، وتابع قوله «حان الوقت للاستئناف غير المشروط للمفاوضات بشأن قضايا الوضع الدائم، أمن الإسرائيليين والفلسطينيين، والحدود، واللاجئين، والقدس». وشدد أوباما على تأييده لحل إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية. وجاءت تصريحات اوباما بعد يوم من لقاء ضمه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك، لم يؤد الى نتائج، غير انه دعا الطرفين الى بدء محادثات بهدف التوصل الى اتفاق شامل لوقف الحلقة المفرغة للنزاع والمعاناة.

وحذر الرئيس الأميركي من ان برنامجي كوريا الشمالية وايران النوويين، قائلاً انهما يهددان بأخذ العالم الى منحدر خطر. وجدد اوباما امام القادة تعهده بالعمل من اجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وقال ان جميع الدول ستكون اقل أمناً اذا تجنب بعضها عمليات التفتيش الدولية. وأضاف انه ملتزم بالدبلوماسية مع ايران وكوريا الشمالية ولكن ينبغي تحميل البلدين مسؤولية اختيارهما السعي لامتلاك أسلحة نووية. وتابع قوله «لكن اذا تغافلت حكومتا ايران وكوريا الشمالية عن أخطار تصعيد سباق التسلح النووي في شرق اسيا والشرق الأوسط، فتنبغي محاسبتهما».

ودعا اوباما الى عهد جديد من التعاون المتعدد الاطراف لمواجهة تحديات الكوكب. وقال «لأن الوقت حان للعالم لاتخاذ وجهة جديدة، ينبغي ان نفتح عهداً جديداً من التعاون المتعدد الأطراف قائماً على مصلحة واحترام متبادلين». واضاف الرئيس الأميركي «ان الخطابات المنعزلة لن تحل مشكلاتنا».

وقال اوباما «ان الذين اعتادوا على إلقاء اللوم على اميركا بسبب تفردها في العالم لا يستطيعون اليوم، ان يبقوا جانباً وينتظروا ان تحل اميركا كل مشكلات العالم». واضاف «لقد حان الوقت لكل فرد منا ان يتحمل قسطه من المسؤولية في التصدي الشامل للتحديات العالمية».

وفي اشارة لسياسة سلفه جورج بوش قال أوباما إنه يرفض التصرف الانفرادي لبلاده في مواجهة القضايا الدولية، وأكد على ضرورة تحمل المسؤولية بشكل مشترك عن مشكلات العالم.

ورأى أوباما أن العالم ينتظر من الولايات المتحدة أن تتولى قيادته، وقال إنه يعلم أن هناك تطلعات وآمالاً كثيرة في جميع أنحاء العالم معقودة على فترة رئاسته الحالية لأميركا، وأن ذلك ليس لشخصه بل لمواجهة التحديات التي يقف العالم أمامها. وتعهد اوباما بالعمل من أجل نموٍ متوازن وتتوافر له مقومات الاستمرارية اثناء قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ هذا الأسبوع قائلاً ان هناك حاجة الى تعزيز القواعد المنظمة للقطاع المالي لوضع نهاية للشره والتجاوزات اللذين تسببا في الأزمة المالية.

وعلى صعيد منفصل قال أوباما ان الولايات المتحدة لن تسمح للقاعدة بشن هجمات من ملاذات امنة في أفغانستان أو أي بلد اخر، واضاف إن بلاده لن تسمح بأن تصبح باكستان ملاذا آمنا للإرهابيين.

من جهة أخرى، تمسكت السلطة الفلسطينية بتجميد الاستيطان اليهودي قبل أي مفاوضات مع إسرائيل، بعد قمة نيويورك التي شهدت تدخلاً قوياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجهود التي تبذل من أجل السلام في الشرق الأوسط.

وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة أن توقف إسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية.

وقال «أكدنا (خلال القمة) على ضرورة أن ينفذ الجانب الإسرائيلي التزاماته، وبشكل خاص وقف كل أشكال الاستيطان، بما في ذلك النمو الطبيعي».

ومارس أوباما خلال القمة ضغوطاً على عباس ونتنياهو لتبادل السلام، وحثهما على استئناف المفاوضات، المتوقفة منذ نهاية ،2008 في أسرع وقت ممكن.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن المفاوضين من كلا الجانبين سيعقدون اجتماعات «منفصلة» مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، «ولا يوجد أي حل وسط في ما يتعلق بوقف النشاط الاستيطاني، بما فيه النمو الطبيعي».

وأوضح عريقات «إذا لم تستطع الولايات المتحدة إلزام إسرائيل وقف النشاطات الاستيطانية، فمن يصدق أنها ستستطيع إلزام إسرائيل بالانسحاب إلى حدود العام 1967». وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «مطالبنا من أجل المفاوضات لم تتغير بعد اللقاء (القمة الثلاثية)، وهي وقف كامل للاستيطان، بما فيه النمو الطبيعي والبناء في القدس».

وأقر ميتشل الذي شارك في القمة باستمرار وجود خلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول إعادة إطلاق المفاوضات بينهما. وصرح إن الجانبين يريدان إعادة إطلاق المفاوضات في أسرع وقت ممكن، لكن هناك خلافات بشأن طريقة تحقيق ذلك.

وأكدت منظمة التحرير الفلسطينية التمسك بـ«متطلبات» استئناف مفاوضات السلام عقب قمة نيويورك الثلاثية. وأعلن عضو اللجنة التنفيذية للمنظمةأحمد مجدلاني الرفض الفلسطيني لـ «الترويج» الإسرائيلي باعتبار أن القمة الثلاثية في نيويورك تعد استئنافاً لمفاوضات السلام من دون شروط مسبقة. وقال إن اللقاء الثلاثي كان «بروتوكولياً»، ولا يعني بأي حال استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» إن اللقاء الثلاثي انتهى بـ«الفشل»، بسبب شروط نتنياهو المسبقة بالاستيطان في القدس والضفة الغربية وغور الأردن.
تويتر