آلاف الأفغان يسكنون الكهوف في باميان
تعيش مئات العائلات الأفغانية في كهوف قرب تماثيل بوذا في إقليم باميان في وضع مأساوي بانتظار طويل لوصول المساعدة إليهم.
وقالت ماجان، وهي أم لخمسة أطفال تعيش في أحد هذه الكهوف، «الأمور هنا بائسة جداً، وكل ما أملكه هو كمية قليلة من الطعام قدمها لي الجيران. ولكني ألتزم الصمت، وأحاول العثور على الطعام لعائلتي».
وطبقاً لما تقوله لجنة الرعاية المركزية في أفغانستان، وهي منظمة غير حكومية تعمل في المنطقة، فإنه على الرغم من الظروف السيئة جداً في الشتاء، تعيش عائلات أفغانية في هذه الكهوف التي كان يعيش فيها «كهنة بوذا» في الزمن الماضي. ولم تهتم جماعات حقوق الإنسان بهذه العائلات، وقالت حيات الله حيات، من إحدى المنظمات غير الحكومية، «نعيش في القرن الواحد والعشرين، ولا أدري إلى متى سيظل هؤلاء الناس يعيشون في مثل هذه الكهوف»، وطالبت المنظمات الدولية ببذل المزيد من الجهود لمساعدتهم.
وعاد آلاف من سكان باميان إلى المنطقة منذ نهاية حكم حركة طالبان في .2001 وأعرب المجتمع الدولي عن غضبه الشديد، بداية ذلك العام، جراء تدمير نظام «طالبان» اثنين من التماثيل في المنطقة، باعتبارهما «مخالفين لتعليم الإسلام». والآن وعلى الرغم من الجدل الدائر عالمياً بشأن إعادة بناء التمثالين، تقول حيات إن الناس يعيشون في تلك الكهوف، لأنهم لايملكون بديلاً آخر.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، بنت لجنة الرعاية المركزية 105 منزل لسكان الكهوف في باميان، ولكنها تقول إن ثمة حاجة ماسة للمزيد من المنازل. ويقدم كل منزل المأوى لكل عائلة مكونة من ثمانية أفراد، ويكلف بناؤه 700 دولار. وطبقا للمنظمة، فإن الأراضي متوافرة من أجل بناء مجمعات سكنية جديدة، ولكن، هناك نقص شديد في التمويل يمنع بدء العمل في بناء المنازل.
وعلى الرغم من كل الدعوات التي تنادي بتقديم المساعدة لسكان الكهوف، لايزال مئات الأفغان يعيشون فيها، ويشعرون بأن العالم نسيهم. ويقطن بعض هؤلاء في تلك الأماكن منذ سنين، على أمل الحصول على منازل لتحميهم من الثلوج والبارد القارس.
ومع أن بعض سكان الكهوف كانوا محظوظين، وحصلوا على منازل دائمة، إلا أن الكهوف التي تركوها وراءهم أشغلها غيرهم من القادمين إلى المنطقة، طمعاً في الحصول على العمل، أو مساعدة من المنظمات الدولية.
وقال الموظف الميداني أحمد، من مكتب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، لوكالة «إيرين» في باميان إن جميع سكان الكهوف في باميان جاؤوا إلى المنطقة لأسباب اقتصادية، وهم ليسوا لاجئين أو مشردين من بيوتهم. ولهذا السبب، كانت المنظمة الدولية مترددة في تقديم مساعدات مباشرة لهم، لأن ذلك سيشجع الآخرين على تقليدهم.
وأضاف «أفضل طريقة لوقف حالات سكن الكهوف هي مساعدة الفقراء في قراهم».
وتتوقع المنظمة الدولية تدفق أكثر من 1000 عائلة في الربيع المقبل من الطاجيك والباشتون العائدين إلى منازلهم في باميان، وسينتهي المطاف بالعديد من هؤلاء بالعيش في الكهوف، إذا لم يتمكنوا من الحصول على منازل. وطبقاً لما قاله فان دين إيرتفيغ من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في باميان، فإن توزيع الطعام على سكان الكهوف توقف الآن، وصارت المنظمة تشجع هؤلاء على كسب رزقهم عن طريق العمل. وأوضح إيرتفيغ أن سكان الكهوف صاروا أكثر كسلاً، وقلت حوافز العمل لديهم بصورة تدريجية. وعلى الرغم من قساوة الظروف، فإنهم سيكونوا قادرين على تحمل الشتاء المقبل .
ويساور سيد محمد ومئات آخرين من سكان الكهوف قلق حقيقي بشأن قدرتهم على النجاة من الشتاء من دون الحصول على مساعدة. وتعيش عائلة محمد، المؤلفة من ستة أفراد، في كهفها البالغ طوله 12 متراً وعرضه ثلاثة أمتار منذ ستة أشهر، ولاتملك سوى قطع الكرتون والبطانيات للوقاية من صقيع الشتاء. وكانت زياده(60 عاماً) أكثر عملية، فقالت إن الأموال يجب أن تقدم للمشردين أولاً. وأضافت «ليس لدينا ما نقي به أنفسنا البرد، ونخشى ثلوج الشتاء، ونتمنى الحصول على المساعدة، ولانزال نؤمن بأن الله لن ينسانا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news