الاستيطان يلتهم 50٪ من أراضي بلدة الساوية
يواجه سكان بلدة الساوية الفلسطينية، الواقعة جنوب نابلس، خطر هدم سلطات الاحتلال منازلهم، بعد أن قررت هدم 47 منزلاً قبل عيد الفطر المبارك، وسلمت أصحابها إخطارات الهدم قبل سنوات . وبالتالي، سيصبح أكثر من 500 مواطن فلسطيني في العراء بلا مأوى، أي بمعدل سدس سكان القرية.
وتعاني بلدة الساوية من الاستيطان الإسرائيلي لأراضيها الذي يتوسع كل فترة، حيث يلتهم 11 ألف دونم، أي 50٪ من أراضي القرية لصالح أربع مستوطنات مقامة على أراضي البلدة، وتحيطها من جهاتها الأربع.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس، غسان دغلس، لــ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي، «في ،2005 سلم الاحتلال إخطارات هدم 47 منزلاً في بلدة الساوية، ولم يتم هدم أي منزل في الفترة الماضية. وقبل عيد الفطر لهذا العام، تقدمت منظمة صهيونية استيطانية اسمها «رغافيم» بالتماس للمحكمة الإسرائيلية من أجل تفعيل قرار الهدم، وبالفعل، أصدرت المحكمة أوامر بهدم منازل المواطنين الفلسطينيين».
وأضاف« رفضنا القرار على الفور، وشكلنا طاقم محاميين من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان لتقديم التماس ضده، على الرغم من إدراكنا أن المحكمة من المستحيل أن تستجيب لنا».
ولم يستبعد دغلس إقدام قوات الاحتلال على هدم المنازل في أي لحظة، خصوصاً أن الساوية من أكثر المناطق التي تشهد اعتداءات متصاعدة من المستوطنين على منازل الأهالي الفلسطينيين وأراضيهم يوميا، ويحرقون المحاصيل الزراعية، لاسيما أن البلدة محاطة بالمستوطنات من جميع الجهات، ويغلقون مدخلها الرئيس.
والمستوطنات التي تحيط بالساوية هي معالي ليونا، وشيلو، وعيليه، ورحاليم وشوني . و«رغافيم» منظمة استيطانية عنصرية ضالعة في نهب وتهويد أراضي الفلسطينيين، بغرض تهجيرهم وإجبارهم على النزوح عن موطنهم قسرياً.
وأوضح دغلس أن الساوية تعاني من أمر آخر يضاف إلى الاستيطان والهدم، وهو منع السلطات الإسرائيلية مجلس البلدة من إقامة مخطط هيكلي جديد، يستجيب للاحتياجات المتنامية لأهاليها، ووضعت شروطاً تعجيزية لإعداد مخطط جديد.
وقال دغلس إن صراع أهالي الساوية مع سلطات الاحتلال ومخططاتها الاستيطانية يندرج في إطار صراع القرى والبلدات الفلسطينية الواقعة في المنطقة المصنفة «سي» حسب اتفاقيات أوسلو، والتي تحرمها إسرائيل من توسيع مخططاتها الهيكلية، بما يلبي حاجات نموها الطبيعي، وتوسيع بنيتها التحتية، وتحديثها بما يلبي الحاجات المتنامية للمواطنين الفلسطينيين.
وبين أن جزءاً من الساوية يقع في المنطقة «بي»، أي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بحسب «أوسلو»، وجزء آخر في منطقة «سي»، يمنع فيها التحرك الأمني الفلسطيني فقط، ولا يمنع بموجبها أن تتبع تلك القرى والبلدات إداريا للفلسطينيين.
وتعد القرى والبلدات الواقعة جنوب نابلس، بحسب دغلس ، أكثر المناطق تعرضاً للتوسع الاستيطاني ولأوامر الهدم في نابلس، فقد سلم الاحتلال خلال الشهرين الماضيين عشرات أوامر الهدم لقريتي «يمتا» و«الضاحية». وتحاط قرية «قريوت» بالمستوطنات من ثلاث جهات، والتهمت أكثر من 67٪ من أراضيها، فيما سطت إسرائيل على أكثر من 80٪ من أراضي بلدة عقربا لغرض الاستيطان.