اليمن: مقتل 29 حوثياً وتوتر في الجـــــــنوب
أعلنت مصادر عسكرية ومحلية يمنية أمس أن 29 متمرداً حوثياً قتلوا في معارك طاحنة، بينهم أربعة «قياديين» في التمرد، فيما سُجل ارتفاع للتوتر في الجنوب، حيث دارت مواجهات بين قوى الأمن وناشطين جنوبيين.
وظهر تناغم كلامي بين مناوئي نظام صنعاء في شمال اليمن وجنوبه، مع تأكيد رئيس اليمن الجنوبي السابق، علي سالم البيض، تعاطفه مع المتمردين الحوثيين من جهة، وإعلان قياد التمرد في شمال اليمن الإفراج عن الجنود الجنوبيين الأسرى لديها من جهة أخرى.
وفي الأثناء، أحيل 44 متمرداً حوثياً للمحاكمة من أصل 127 حوثياً ألقي القبض عليهم، كما جدد مجلس الدفاع الوطني برئاسة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التمسك بضرورة تنفيذ المتمردين شروط الحكومة، قبل وضع حد «للحرب السادسة» الدائرة في صعدة، والمناطق المحيطة بها في شمال البلاد منذ 11 أغسطس الماضي.
وذكر مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية أن «أربعة من قيادات عناصر الإرهاب والتمرد لقوا مصرعهم، وأصيب اثنان آخران»، في مواجهات في محافظة صعدة، معقل المتمردين الزيديين. وأضاف أن خمسة متمردين آخرين لقوا حتفهم، عندما حاولت مجـموعة من الحوثيين التسلل إلى موقع «الكمب» للقوات اليمنية.
إلى ذلك، نقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها إن 20 متمرداً قتلوا بعد مواجهات مع قوات الجيش اليمني خلال تطهير المنطقة التي تقع فيها محطة جرمان، والمنازل المجاورة لها في صعدة.
من ناحية أخرى، قال مصدر أمني لوكالة الأنباء اليمنية إن 44 متمرداً أحيلوا إلى النيابة العامة لمحاكمتهم، وهم «يشكلون المجموعة الأولى من دفعة تضم 127 عنصراً إرهابياً» ألقي القبض عليهم خلال المواجهات .
وأكد مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه الرئيس اليمني أن الحكومة لن توقف إطلاق النار قبل التزام المتمردين بشروطها التي حددتها، والتي تشمل خصوصا وقف المتمردين القتال وإنهاء تمترسهم في الجبال وتسليم السلاح والإفراج عن اسراهم المدنيين والعسكريين.
وقال المجلس في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية «لا خيار أمام تلك العناصر (المتمردين) سوى الاستجابة لما جاء في مبادرة الحكومة من نقاط، لإيقاف العمليات العسكرية، حقناً للدماء وتحقيقاً للسلام».
وفي مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية، أصيبت امرأة بجروح في مواجهات وقعت، أول من أمس، بين قوى الأمن ومسلحين، فيما سجلت عودة إلى التوتر بين السلطات والناشطين الجنوبيين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر مسؤول قوله إنه « في أثناء أداء قوة أمنية مهامها في زنجبار، عاصمة محافظة أبين، تعرضت لإطلاق وابل من النيران من بعض تلك العناصر الإجرامية المطلوبة»، في إشارة إلى الناشطين الجنوبيين، وردت قوة الأمن على هذه النيران.
وأفاد المصدر بأن ذلك أدى إلى إصابة امرأة من تلك العناصر، كما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أفراد من تلك العناصر الإجـرامية، مشـيرا إلى أن عدد أعضاء المجموعة يصل إلى 30 شخصا.
وينشط في محافظة أبين مؤيدون للإسلامي طارق الفضلي الذي تطالب السلطات بإلقاء القبض عليه، وانضم إلى«الحراك الجنوبي»، وهو الاسم الذي يطلق على حركة التحركات الاحتجاجية في جنوب اليمن.
وشهد الجنوب اضطرابات خلال الأشهر الماضية، على خلفية مطالب سياسية واجتماعية، في حين يرى قسم من سكانه أنهم يتعرضون للتمييز من الشمال، وإنهم لا يحصلون على مساعدة تنموية كافية.
وأطلقت دعوات لانفصال جنوب اليمن علناً خلال التظاهرات التي نظمها الحراك الجنوبي، وشهد بعضها مواجهات دامية أسفرت عن مقتل العشرات.
وظهر تناغم في المواقف بين قيادة التمرد الحوثي وعلي سالم البيض الذي يعد من ابرز قادة الحراك الجنوبي ويعيش في المنفى.
وقال البيض في تصريحات لصحيفة «الأخبار» اللبنانية نشرت أمس، « لا نخفي تعاطفنا ووقوفنا إلى جانب ضحايا نظام صنعاء من حوثيين وغير حوثيين. الحرب على صعدة عدوان من السلطة مع سبق الإصرار، وهي من أوراق علي عبدالله صالح التي من خلالها يحاول ابتزاز الداخل والخارج».
وأكد قائد التمرد الزيدي، عبدالملك الحوثي، في بيان نشر على موقع «المنبر» الذي ينقل أخبار المتمردين أنه وجه «بالإفراج عن الأسرى العسكريين الجنوبيين». وذكر أن الإفراج يأتي «ضمن ترتيبات تؤمن عودتهم إلى منازلهم، حتى لا يقعوا ضحية التعسف من السلطة، كما فعلت بالكثير منهم، عندما أفرج عنهم، فتودعهم السجون، ومازالوا يقبعون فيها ».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news