تزايد العنصرية ضدّ أوباما

قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في أثناء حديثه مع تلفزيون «إن بي سي» إن مؤامرة كبيرة يقودها اليمينيون المتطرفون الذين حاولوا الإطاحة به من الحكم تهدف إلى الإساءة للرئيس باراك أوباما. وكان كلينتون يشير إلى الجماعات والنخب السياسية ووسائل الإعلام الذين يعارضون أوباما في كل ما يقول ويفعل.

وأكد كلينتون أن هذه المؤامرة، وإن لم تكن قوية كالسابق، فإنها موجودة فعلا. وكان يقصد الحملة التي شنت ضده في فترة تورطه في فضيحة جنسية مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، حيث وقفت زوجته إلى جانبه، وأعلنت أن هناك مؤامرة يدبرها اليمينيون المتطرفون ضد الرئيس.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تصاعدا كبيرا في الحملة العنصرية ضد أوباما،ونعت بنعوت عديدة نابعة عن حقد عنصري. وعلى الرغم من ذلك، فإن أوباما الذي يعتبر نفسه رئيساً لكل الأميركيين كان يرفض دائما وجود مثل هذه الحملة.

وبدت تجليات التحامل العنصري على أول رئيس أسود للولايات المتحدة، عندما كان يلقي خطابا في الكونغرس الأميركي، فقاطعه أحد الأعضاء، وصرخ في وجهه «أنت كاذب»، واعتذر الرجل في ما بعد.

وكادت الحادثة أن تكون في طي النسيان لولا خروج الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر وإعلانه ان ماحدث كان سببه عنصرياً، وان الحملة العنصرية على اوباما تزايدت على نحو غير متوقع بعد انتخابه، وأن اليمينيين البيض يرفضون وجود رئيس أسود للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن التحامل العنصري ضدّ السود والملوّنين في الولايات المتحدة ليس بالامر الجديد، إلا أن انتخاب اوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدة أعطى الانطباع بأن الأمور في طريقها نحو التحسن، بيد أن الواقع كان مخالفا للتوقعات. وقبل فترة، خرج الآلاف من اليمينيين البيض في تظاهرة ضد أوباما، وهم يحملون صوره وهي مشوهة على شكل «هتلر وتشي غيفارا»، وشخصيات أخرى «سيئة الذكر بالنسبة إليهم». واتهموه بأنه اشتراكي وفاشي، و عميل أجنبي يريد الإجهاز على أميركا. وللتأكيد على التعصب العنصري لليمينيين البيض، عارض اليمينيون سياسات أوباما وشعروا بالغضب الشديد من جهوده الرامية إلى إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، كي يستفيد منه الفقراء. وسبق ذلك، شكيك اليمينيين في صحة ولادة أوباما، وأكد قادة اليمين أنه ولد في كينيا، وليس في هاواي، وأن شهادة ميلاده التي تدل على أنه ولد في هاواي مزورة. وللتاكيد على مدى الكره والنظرة العنصرية إزاء أوباما، تزايدت التهديدات اليومية بقتل أوباما أربعة أضعاف ما كانت عليه إبان حكم سابقه جورج بوش الذي كان لسياساته انعكاسات مدمرة على أميركا والعالم.

وعلى الرغم من أن أعضاء عديدين في الحزب الجمهوري يشعرون بالانزعاج من انتقادات لاذعة يوجهها المحافظون المتعصبون في الحزب للرئيس أوباما، إلا أن افتقار الحزب لقائد قوي أفسح المجال للمحافظين لإفراغ كل حقدهم على الرئيس الأسود من دون رادع.

تويتر