5 قتلى بهجـوم انتحــاري استهدف مكاتب الأمم المتحدة في إســـــــــلام آباد
قتل خمسة من موظفي الأمم المتحدة، أمس، عندما فجر انتحاري يرتدي بزة عسكرية، قنبلة في مبنى مكاتب برنامج الاغذية العالمي في إسلام آباد الخاضع لحراسة مشددة، حيث نددت المنظمة الدولية بالهجوم، مشيرة إلى أنه يشكل «مأساة رهيبة للمنظمات الإنسانية في باكستان، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها ستواصل مهمتها في هذا البلد».
وفي التفاصيل، وقع هذا الهجوم الانتحاري الجديد في قلب العاصمة الباكستانية التي وضعت في حالة تأهب قصوى خصوصاً منذ ان توعدت حركة طالبان الباكستانية بالانتقام لقائدها بيت الله محسود الذي قتل في الخامس من اغسطس الماضي في اطلاق صاروخ اميركي على معقله في المناطق القبلية شمال غرب باكستان على الحدود مع افغانستان.
وأعلن برنامج الاغذية العالمي في بيان أصدره مكتبه الرئيس في روما ان الهجوم ادى الى مقتل خمسة موظفين.
وجاء في البيان «أكدت الشرطة المحلية مقتل خمسة اشخاص يعملون في برنامج الاغذية العالمي اثر الاعتداء الانتحاري». والقتلى الخمسة هم أربعة باكستانيين وعراقي، حسب البيان.
وكان موظف في الامم المتحدة قال إن اربعة اشخاص قتلوا، هم ثلاثة باكستانيين وعراقي عندما نجح انتحاري في دخول مبنى برنامج الاغذية العالمي. وأوضح ان «القنبلة انفجرت في مدخل المبنى».
وحدث هذا الهجوم رغم أن مكاتب الامم المتحدة والسفارات تخضع منذ عامين لإجراءات امنية مشددة ومحصنة بأسوار مضادة للانفجارات.
وندد الامين العام للامم المتحدة «بأشد العبارات» بالهجوم الذي وصفه بأنه «جريمة بشعة»، في حين أعلنت الامم المتحدة اغلاق كل مكاتبها في باكستان.
وقالت الناطقة باسم الامم المتحدة في باكستان سوزان مانويل لـ«فرانس برس» ان «مكاتب الامم المتحدة كافة في باكستان أغلقت حتى اشعار آخر». إلا ان بان كي مون وعد بأن تواصل الامم المتحدة مهمتها في هذا البلد الكثير الاحتياجات.
وقال «ردي بسيط، سنواصل مساعدتنا الانسانية لباكستان»، مذكرا بأن «اكثر من مليوني نازح بحاجة ماسة إلى المساعدة الانسانية»، في باكستان.
وصرح وزير الداخلية رحمن مالك بأن الانتحاري «كان يرتدي الزي العسكري لحرس الحدود»، وهي وحدة عسكرية مكلفة حماية المقار الدبلوماسية. وأضاف ان الانتحاري طلب دخول الحمام وتمكن من تشتيت يقظة أجهزة الامن.
وقال مراسل وكالة «فرانس برس» ان الدخان كان ينبعث من المبنى، في حين كان ناجون يغادرونه مضرجين بالدماء.
وقال موظف في برنامج الاغذية «انفجرت قنبلة في مدخل برنامج الأغذية العالمي».
وأوضح المفتش العام للشرطة باني امين قائلاً، «عثرنا على ساقي الانتحاري ورأسه، ونحن نحقق لمعرفة كيف تمكن من دخول المبنى رغم وجود بوابات ترصد المعادن وكاميرات».
يشار إلى أن معظم الهجمات التي خلفت اكثر من 2100 قتيل في باكستان منذ يوليو 2007 تبنتها حركة طالبان الباكستانية التي ترتبط بالقاعدة او نسبت إليها.
وكانت باكستان أطلقت، تحت ضغط واشنطن، الربيع الماضي، حملة عسكرية واسعة النطاق على معاقل طالبان في شمال غرب البلاد كما كثفت الولايات المتحدة قصفها الصاروخي لتلك المنطقة مستهدفة بشكل خاص مسؤولي القاعدة وطالبان افغانستان.
وأعلنت في اسلام آباد منذ أشهر حالة التأهب القصوى وأقامت الشرطة والجيش نقاط تفتيس عند مداخلها الرئيسة.
وتم تحويل وسط المدينة الذي يضم المباني الحكومية والبرلمان والمؤسسات القضائية والجيب الدبلوماسي، الى «منطقة حمراء» إثر اعتداء انتحاري بشاحنة مفخخة دمر فندقا فخما في 20 سبتمبر 2008 موقعاً 60 قتيلاً واكثر من 250 جريحا. وشهدت اسلام آباد خلال العامين الماضيين 12 هجوما جلها انتحاري خلفت أكثر من 140 قتيلاً.