«الكلاش» يعيشون في المناطق النائية شمال غرب باكستان. أرشيفية

قبائل الكلاش من نسل الإسكندر المقدوني

منذ قرون عدة، يعيش أفراد قبائل «الكلاش»، أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر حياة متحللة من الضوابط الدينية، في الشمال الغربي من باكستان. ويقال إن هذه القبائل متحدرة من جنود جيش الإسكندر المقدوني، ولم تصل إليهم التعاليم الإسلامية، نظراً إلى وجودهم في مناطق نائية.

وعلى الرغم من أن السيخ والهندوس والمسيحيين قد أبعدوا تدريجياً من الحدود الشمالية الغربية من باكستان من المسلمين، فإن قبائل «الكلاش» ظلت حرة في طريقة عيشها، حيث يتناولون المشروبات الحكولية، ويدخنون الحشيشة.

ولكن جماعة «طالبان» انتبهت إليهم، وخطفت أكثر الناس اهتماما بهم، وهو البروفيسور اليوناني أثناسيون لارونيس الذ ي يعمل في مجال جمع المساعدات، وتمكن من جمع 2.5 مليون جنيه إسترليني، من أجل بناء المدارس والعيادات ومشروعات مياه الشرب، إضافة إلى بناء متحف. وتطالب «طالبان» الآن بفدية 1.25 مليون جنيه إسترليني لإطلاق سراح الرجل، بالإضافة إلى إطلاق سراح ثلاثة من قادتها.

وطبقاً لما قالته الشرطة المحلية، فقد كان البروفيسور لارونيس هو من حافظ على ثقافة «الكلاشا» ، الأمر الذي جعله هدفا لقادة «طالبان». وتم خطف البروفيسور في الثامن من سبتمبر، عندما اقتحم خمسة من رجال «طالبان» الملثمين المتحف المؤلف من ثلاثة طوابق، حيث يعيش الرجل، وقتلوا شرطيا كان يحرس المكان، وخطفوا الرجل الذي كان نائما حينها. وقال أجمير كلاش، وهو مدرس من قبيلة «كلاش»، وشهد الحادثة، إنه أنقذ نفسه عندما تظاهر بأنه مسلم. وأضاف «لم أفهم لغتهم التي كانوا يتحدثون بها. وحاولت التفاهم معهم باللغة الأردية التي أدرسها»، فأخذوا الرجل اليوناني بعد أن أطلقوا النار على الحارس الذي توفي في الحال. وقال السكان المحليون إن البروفيسور يزور منطقتهم منذ ،1994 عندما وقع في غرام ثقافتهم الفريدة من نوعها، وعلاقة هذا الشعب المحتملة مع مدينته اليونانية مقدونيا.

ويعيش الآن نحو 3000 نسمة من قبائل الكلاش في أودية عميقة ونائية في المنطقة الشمالية الغربية من أفغانستان. وترتدي النساء ملابس سوداء وطويلة، وينظر إليهم السكان المحليون على أنهم كفرة بسبب عاداتهم وتقاليدهم، إذ تستطيع المرأة المتزوجة من «الكلاش» أن تهرب مع رجل آخر، إذا وافق زوجها على قبض مبلغ من المال، يتم الاتفاق عليه.

وتظاهرت نساء «الكلاش» من أجل إطلاق سراح الرجل اليوناني، في حين سافر الرجال إلى مقاطعة نورستان في محاولة للمفاوضة مع خاطفيه.



عن «ديلي تلغراف»

الأكثر مشاركة