قوات الأمن الباكستانية سارعت إلى محاصرة منطقة حلّقت فوقها مروحيّات هجومية. أ.ف.ب

مصرع 6 جنود باكستانيين بهجوم على المقـر العام للجيش

قتل ستة جنود وأربعة مهاجمين في هجوم شنه مسلحون بزي عسكري، أمس، على المقر العام للجيش الباكستاني قرب العاصمة إسلام أباد، غداة هجوم انتحاري في شمال البلاد الذي تعرض أخيرا لهجمات دامية نفذتها عناصر من حركة طالبان الباكستانية.

وفي التفاصيل، فتح مسلحون مدججون بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية النار على قوات الأمن عند مدخل المقر العام للجيش في روالبندي قرب إسلام أباد.

وقال المتحدث باسم الجيش، الجنرال أطهر عباس، لتلفزيون جيو إن «الإرهابيين كانوا يرتدون زيا عسكريا ومزودين بأسلحة حديثة وقنابل يدوية». وأضاف «وصل المهاجمون على متن سيارة، وفتحوا النار على أول مركز مراقبة. وتم وقفهم، ونحن نسيطر على الوضع».

وأوضح مساعده العقيد عتيق الرحمن أن «ستة جنود قتلوا في الهجوم».

وفي حين استمر تبادل إطلاق النار نحو ساعة ونصف الساعة، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس في المكان، سارعت قوات الأمن إلى محاصرة المنطقة التي حلقت فوقها مروحيات هجومية، بحسب مسؤولين في الشرطة.

وأعلن مسؤول آخر في الجيش أن المهاجمين كانوا ستة على الأقل. وأضاف «قتل أربعة منهم، وبقي اثنان تجري مطاردتهما»، ونسب الهجوم إلى «طالبان» الباكستانية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ودان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بشدة الهجوم في بيان، وأجرى محادثات مع قائد الجيش والرئيس لبحث مسائل الأمن. وخشية وقوع هجمات جديدة، تم تعزيز الإجراءات الأمنية في إسلام أباد، كما أعلن مسؤولون في الشرطة.

ويأتي الهجوم غداة هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في سوق مكتظة في بيشاور شمال غرب باكستان، المنطقة التي تعرضت أخيرا لهجمات دامية، نفذتها عناصر من «طالبان» مرتبطة بتنظيم القاعدة، وأوقع 52 قتيلا ونحو 100 جريح، وفق حصيلة أخيرة. وهو الهجوم السادس في غضون أربعة أشهر في بيشاور، عاصمة منطقة الحدود الشمالية الغربية القريبة من المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان، حيث شن الجيش أخيراً هجمات ضد عناصر «طالبان» الباكستانية وحلفائهم الأجانب من القاعدة.

وتبنت غالبية الهجمات حركة طالبان الباكستانية التي تقاتل الحكومة والجيش في إسلام أباد، وتتهمهما بالتحالف مع واشنطن في «حربها على الإرهاب» منذ نهاية .2001

وأخيرا، توعد الزعيم الجديد لحركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود بمضاعفة الهجمات ضد «أميركا وباكستان» للثأر لمقتل سلفه بيت الله محسود الذي قضى في الخامس من أغسطس في إطلاق صواريخ أميركية موجهة.

ويأتي الهجوم الجديد بعدما شن الجيش أخيرا تحت ضغط الولايات المتحدة هجمات في المنطقة الحدودية مع أفغانستان.

كما يأتي تصعيد أعمال العنف في وقت يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، لإجراء إعادة نظر واسعة في الاستراتيجية الأميركية حول أفغانستان، بعد مرور ثمانية أعوام على التدخل العسكري الذي أطاح بحركة طالبان المتحالفة مع القاعدة من السلطة في أعقاب هجمات 11 من سبتمبر .2001

الأكثر مشاركة