رمضان شلح (وسط) وحديث مع خالد مشعل وأحمد جبريل خلال اجتماع في دمشق أمس. أ.ب

«فتح» ترهن استئناف المفاوضــات بوقف الاستيطان.. وميتشل يدعو إلى «تحركات»

رفضت اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات مع إسرائيل بدون الوقف الكامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس، في حين دعا المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى القيام بتحركات لاستئناف عملية السلام عقب مباحثاته في القاهرة. وفيما رفضت منظمة التحرير و«مركزية فتح» اقتراح حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تأجيل موعد المصالحة الفلسطينية، واتهمتا الأخيرة بتعطيلها، عرضت مصر على «فتح » و«حماس» صيغة اتفاق مصالحة لتوقيعها في 15 أكتوبر الجاري.

وفي التفاصيل، قالت اللجنة المركزية لحركة فتح إثر اجتماعها أول من أمس برئاسة عباس إنها تؤكد على موقفها الثابت من عملية السلام والمفاوضات، طبقا لعدد من الأسس، بينها وقف الاستيطان بكل أشكاله، وقفا تاما بما في ذلك القدس المحتلة. وعددت أيضا بينها الاتفاق على مرجعيات عملية السلام، ومبدأ حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وشددت فتح على رفض استثناء أية قضية من قضايا الحل النهائي، وهي اللاجئين والقدس والاستيطان والحدود والمياه وألامن والأفراج عن المعتقلين. وأكدت أن الانتهاكات الإسرائيلية في القدس إجراءات غير شرعية وغير قانونية وباطلة، باعتبار أن القدس جزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة في،1967 وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما قالت حركة فتح إنه لا سلام عادل وشامل من دون القدس.

وقال أمين سر منظمة التحرير ياسر عبدربه إثر اجتماع اللجنة التنفيذية «أكدت اللجنة التنفيذية تمسكها بموعد المصالحة الذي كان مقررا في 25 من هذا الشهر ورفضها أي تأجيل». وأضاف في مؤتمر صحافي «تلقت اللجنة باستغراب كبير موقف حماس الداعي إلى تأجيل المصالحة الفلسطينية. ونرفض كل الذرائع والحجج التي تدعيها حماس للتأجيل، ونعتبرها زائلة وباطلة». واعتبر عبدربه أن «ادعاءات حركة حماس واتهاماتها للسلطة الفلسطينية حول تقرير غولدستون كان هدفها فقط الهروب من المصالحة الفلسطينية». واتهم حماس بأنها أول من رفض تقرير غولدستون واعتبرته صهيونيا ومنحازا، ويساوي بين الضحية والجلاد. وأضاف «إنهم يستخدمون تقرير غولدستون لتعطيل الحوار الوطني والمصالحة الفلسطينية». وقررت اللجنة التنفيذية دعوة المجلس المركزي لمنظمة التحرير إلى الانعقاد في 24 أكتوبر، لدراسة التداعيات الخطيرة لقرار حماس.

وأكدت اللجنة المركزية لحركة فتح في بيان أصدرته في ختام اجتماعها برئاسة عباس موقفها الإيجابي مع الدعوة المصرية لتوقيع اتفاق مصالحة في 25 من الشهر الجاري، واستهجنت تهرب حركة حماس من المصالحة، من خلال محاولتها تأجيل التوقيع على الاتفاق.

وأعلن مسؤول في حركة فتح أمس أن القيادة المصرية أبلغت المسؤولين في الحركة أنها ستعرض صيغة اتفاق مصالحة بين الفلسطينيين، لتوقيعها في 15 أكتوبر. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه لوكالة فرانس برس إن القيادة المصرية أبلغتنا أنها سترسل للفصائل الفلسطينية جميعها صيغة اتفاق مصالحة، وموعدا للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، لتوقيعها في 15 الشهر الجاري من قبل فتح وحماس، على أن توقعها بقية الفصائل قبل 20 من الشهر نفسه. وأضاف أن من المتوقع أن ترسل مصر إلى قيادتي فتح وحماس الأوراق الخاصة بالتوقيع خلال أيام. وأوضح أن الاقتراح هو توقيع فتح وحماس عليها يوم 15 أكتوبر الجاري، على أن يتم توقيع باقي الفصائل على الاتفاق قبل 20 أكتوبر.

وقال إن أحد بنود الاتفاق يقضي بأن يصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما رئاسيا، بحسب القانون الأساسي الفلسطيني يوم 25 أكتوبر، يعلن من خلاله موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 26 يونيو. وأضاف أن الاحتفال العلني بالاتفاق يكون بالتوافق بعد عيد الأضحى المبارك أواخر نوفمبر . وأوضح المسؤول أن الصيغة ستدرسها فتح بعد تسلمها، وسترسل ردها إلى القيادة المصرية.

وكان المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم أعلن السبت في غزة أن السلطات المصرية تفهمت رغبة حماس بإرجاء موعد التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية، وقدمت إلى الحركة اقتراحا من أجل تجاوز الأزمة، تجري دراسته قبل الرد عليه.

ودعا المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من القاهرة إلى القيام بتحركات لاستئناف عملية السلام في المنطقة.

وقال في ختام لقاء مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن كل من يؤمن فعليا في السلام يجب أن يتحمل مسؤولية تحركات تتيح تحقيق الهدف.

وأشار ميتشل الذي كان يتلو بيانا إلى رغبة مشتركة لدى واشنطن والقاهرة للتوصل إلى سلام شامل، لا يمكن أن يتحقق إلا عبر حل يشمل دولتين إسـرائيلية وفلسـطينية. والتقي ميتشل أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية خلال جولته الجديدة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الحرب إيهود باراك شارك في اللقاء الذي عقد في القدس، وسيلتقي أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

واستبعد أبو الغيط استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الأسبوعين المقبلين ، كما رجح احتمال تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطيني. وقال عقب اجتماعه مع ميتشل «أشك كثيرا أننا على مقربة من بدء المفاوضات بين الطرفين»

الأكثر مشاركة