براون يرسل 500 جندي إضافي إلـــــــــى أفغانستان
أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس عن زيادة مشروطة لقوات بلاده في أفغانستان مع ارسال 500 جندي إضافي، ما يرفع عدد القوات البريطانية المنتشرة في البلد المضطرب الى ،9500 جاء ذلك في وقت أكد فيه حلفاء الرئيس الأفغاني حامد كرزاي القبليون، أنهم لن يجازفوا بحياتهم من اجل الانتخابات مجددا.
وفي التفاصيل، قال براون في تصريح امام مجلس العموم (البرلمان) البريطاني «وافقنا مبدئياً على رفع عديد القوات البريطانية (في افغانستان) الى 9500».
وأوضح براون أن هذه الزيادة استندت الى ثلاثة شروط هي التزام الحكومة الافغانية بتوفير عدد أكبر من الجنود ورجال الشرطة لتدريبهم بهدف المشاركة في القتال، وأن يكون الجنود البريطانيون مجهزين بالشكل اللازم، وأن ترسل دول اخرى من الحلف الاطلسي مزيداً من القوات.
وأضاف «يجب ان يكون التزامنا جزءاً من نهج متفق عليه في التحالف الدولي لقيام كل الدول بدورها». وتابع «يجب على الجميع أن يقبلوا بانهم اذا كانوا جزءاً من التحالف، عليهم ان يتحملوا جزءاً من العبء».
واشار الى ان «بريطانيا تدعم تطلعات القائد الاميركي الجنرال ستانلي ماكريستال لتسريع زيادة عديد قوات الامن الافغانية».
وفي بيانه المتعلق بافغانستان وباكستان، اعلن براون كذلك أن بريطانيا ستقدم 10 ملايين جنيه استرليني اضافية (16 مليون دولار) مساعدات إنسانية للمناطق الباكستانية «المحررة» من ايدي المسلحين.
وينتشر حالياً نحو 9000 جندي بريطاني في افغانستان، ليشكلوا ثاني اكبر عدد من القوات بعد الولايات المتحدة. وقتل 221 عسكرياً بريطانياً في أفغانستان منذ بدء الحرب في عام .2001
على صعيد متصل، قتل نحو 50 مسلحا من حركة طالبان في اعمال عنف في جنوب وشرق افغانستان، كما قتل جنديان افغانيان في انفجار قنبلة، حسب ما اعلنت امس السلطات الافغانية.
ففي عملية مشتركة للقوات الافغانية والاميركية قتل 30 مسلحاً أول من أمس واصيب 20 آخرين بجروح في ولاية شورا الواقعة في اقليم ارزغان (جنوب). واستكملت العملية أمس بهدف طرد بقية المسلحين من المنطقة.
وفي عملية مشابهة، تمكنت وحدة كوماندوز تابعة للجيش الافغاني ومدعومة من قوات أميركية من قتل 11 مسلحا في اغريستان في ولاية غازني (جنوب). كما تم توقيف اربعة مسلحين ومصادرة كميات من الاسلحة الخفيفة.
وفي زابل «في الساعات الاربع والعشرين الماضية قُتل جنديان افغانيان وجُرح أربعة آخرين بعد تفجير آليتهم بقنبلة يدوية الصنع في ولاية اتغار».
إلى ذلك قتل اربعة مسلحين في انفجار كانوا يعدونه في ولايتي قندهار (جنوب) وخوست (شرق). كما قتل مسلحان بانفجار قنبلة يدوية الصنع بجوار دراجتهما النارية أثناء محاولتهما اعدادها للتفجير على إحدى طرقات قندهار. وقتل أيضا مسلحان آخران بانفجار قذيفة هاون اثناء اطلاقها، خلال محاولتهما قصف منطقة خوست، ما ادى الى مقتلهما على الفور.
من جهة أخرى، اكد العديد من زعماء القبائل ممن دعموا كرزاي وخيبت آمالهم الفوضى التي اعقبت الانتخابات انهم لن يعرضوا حياتهم مجددا للخطر بالمشاركة في اقتراع جديد.
فالتزوير وطول الانتظار لاعلان فائز وعدم قدرة الحكومة على توفير الامن احبطت زعماء قبائل البشتون في ولايتي قندهار وهلمند الجنوبيتين اللتين تشكلان ركيزة الدعم لكرزاي.
وقال صدر الدين خان أحد زعماء القبائل في قندهار لوكالة فرانس برس «لن نشارك في جولة ثانية اذا نظمت».
واضاف «لا نفع في ان نواجه مرة اخرى خطر بتر اصابعنا ورؤوسنا، وان يموت رجال شرطتنا وجنودنا. لا كرزاي ولا عبدالله (عبد الله منافس كرزاي) يستحق حياة اطفالنا».
وأكد خونشازاي، احد الاعيان في هلمند ان «الشعب الافغاني لن يواجه المخاطر نفسها مجدداً، خصوصا في ضوء عمليات التزوير التي تؤكد ان الاصوات الاصلية لم يتم احترامها واعطاؤها اي قيمة».
وقال أسد الله وهو احد زعماء القبائل في منطقة ناد علي ان 1800 شخص صوتوا في هذه المنطقة، لكن الارقام الرسمية تظهر مشاركة آلاف عدة.
واضاف ان «جولة ثانية لن تخدم البلاد ولا الشعب، ولن تجعل الشعب يثق بالعملية الانتخابية وستضعف الحكومة الافغانية بنسبة اكبر».
ويلقي بعض زعماء القبائل المسؤولية على المجتمع الدولي في عدم تأمين انتخابات نزيهة، ويشيرون في ذلك الى جدل يشغل الامم المتحدة التي قدمت الدعم المالي للعملية الانتخابية واضطرها الشهر الماضي الى اقالة نائب ممثلها الخاص بيتر غالبرايث.
ومع التشكيك الواسع في شرعية الادارة المقبلة يقول حفيظ الله خان (60 عاماً) احد اعيان قندهار إن «اي فضول كان لدينا سابقا حول من سيكون رئيسنا الجديد قد مات في قلوبنا».
واضاف «لا فرق لدينا الآن، أياً كان الشخص الذي سيعلنونه. تعلمنا جميعا من هذه الانتخابات انه سيكون هناك دائما تزوير في الانتخابات، وأياً كان في السلطة سيقوم بالتزوير».