زعيم حزب المحافظين البريطانيين يقلّد أوباما
يسعى زعيم المحافظين البريطانيين الشاب ديفيد كاميرون (43 عاما) للوصول إلى السلطة، وإنهاء حكم حزب العمل بكل الطرق. ومن أجل ذلك، يحاول تقديم نفسه على أنه قائد المرحلة القادر على الخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية الراهنة.
وتقول مصادر صحافية إن كاميرون استعان بمصور محترف، لالتقاط صور له في أثناء إلقاء خطاباته، وخلال لقائه بمستشاريه ومع أفراد عائلته، تماماً كما يفعل الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ينشر صوره الخاصة مجاناً في الصحف، وعلى المواقع الإلكترونية.
وحسب المتابعين للزعيم الشاب، فإن ما يفعله ليس بمحض المصادفة، وإنما سعياً منه لاقتفاء أثر أوباما الذي يلقى إلى الآن شعبية محلية وعالمية واسعة. ونشرت صحف مثل «التايمز» البريطانية صور لكاميرون وهو يقرأ صحيفة، وصحيفة أخرى نشرت صورة للسياسي وهو يداعب كلبه، وركزت ثالثة على الصور العائلية. وفي كل المشاهد التي نشرت، يلاحظ التشبّه الواضح بالرئيس الأميركي.
وقال مراقبون إن كاميرون الذي عمل في العلاقات العامة، قبل دخوله معترك السياسة، يبدو واثقاً من نفسه، تماماً مثل أوباما الذي كان محامياً قبل انتخابه سيناتوراً في الكونغرس الأميركي. ويحاول الزعيم المحافظ الخروج عن الرسميات في أثناء اجتماعاته الرسمية، وأحياناً يتخلى عن ربطة العنق، أو يثني كمي قميصه.
وساعد هذا السلوك، إضافة إلى توجهاته المحافظة على البيئة، واستخدامه الدراجة الهوائية في تنقلاته اليومية، في زيادة الدعم لحزب المحافظين، حيث ربح 19 نقطة في الأيام الأخيرة في استطلاعات الرأي. وحرص كاميرون على الظهور إعلامياً مع كلبه، بعد أن شاع خبر اقتناء العائلة الأولى في واشنطن كلباً ليسكن معها في الإقامة الرئاسية. وأصبح تركيزه على اللياقة البدنية واضحاً في الأشهر الأخيرة، ربما اقتداء بأوباما الذي يعشق الرياضة بكل أنواعها.
ويشبه المحافظون كاميرون بالرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي الذي أنقذ حزبه الديمقراطي وأعاد له نغمة الانتصارات، بعد انتكاسات كبيرة في الانتخابات. ويعرب قيادة حزب المحافظين عن تفاؤلهم بقدرة قائدهم الذي استطاع بخبرته القليلة إقناع أعضاء الحزب بانتخابه زعيماً لهم، متغلباً على منافسه المخضرم ذي الخبرة الواسعة ديفيد ديفيز.
وينحدر كاميرون من أسرة غنية أرستقراطية، من نسل الملك وليام الرابع، وتلقى تعليمه في مدرسة إيتون العريقة وجامعة أوكسفورد.