أوغندا تحارب زيادة التضحية بالأطفال

300 قضية قتل أو اختفاء لأطفال في 2008 لها علاقة بطقوس غريبة. أرشيفية

عندما عاد جيمس كاتانا من صلاته في الكنيسة إلى قريته في مقاطعة بوجيري في شرق أوغندا، قيل له إن ابنه البالغ ثلاثة أعوام أخذه بعض الأغراب. وقال كاتانا «واصلت البحث عنه ساعات عدة، لكني لم أعثر على شيء. وبعد ذلك، اتصل بي أحدهم، وقال إن ابني ميت وموجود في الغابة. فسارعت إلى هناك، حيث وجدته مستلقيا في بركة من الدماء، وكان عضوه التناسلي مقطوعا، ولكنه على قيد الحياة». وثمة طبيب مشعوذ معتقل الآن لدى الشرطة، بتهمة خطف الطفل ومحاولة قتله. وعلى الرغم من التشويه والرعب الذي تعرض له الطفل، تقول الشرطة إن الطفل من المحظوظين.

وتعرض الشعب الأوغندي للصدمة جراء الارتفاع الكبير في عدد الأطفال الذين يقتلون في طقوس دينية، أو يتم التضحية بهم. وتكافح الشرطة من أجل وضع حد لهذه الجرائم، في حين أن الأوغنديين يصابون بالهلع الشديد، كلما تم اكتشاف إحدى هذه الحالات. وفي ،2008 كان هناك نحو 300 قضية قتل أو اختفاء لأطفال لها علاقة بهذه الطقوس الغريبة. وكانت هناك حالات عديدة اكتشفت فيها الشرطة بيع الآباء أطفالهم، من أجل استخدامهم أضاحي.

وفي يناير الماضي، شكلت الحكومة الأوغندية قوة شرطة خاصة لمكافحة حالات القتل في الطقوس الدينية والتضحية بالبشر. وأعلنت عن تدريب 2000 شرطي للتعامل مع حالات تهريب الأطفال، بدعم من الولايات المتحدة. ومنذ تشكيل القوة، كان هناك 15 حالة قتل مرتبطة بالأضاحي البشرية، إضافة إلى اختفاء 200 طفل. وقال المفوض المسؤول عن قوة محاربة التضحية بالبشر وتهريبهم، موسى بينوغا، «هذا العام، اكتشفنا المزيد من حالات بيع آباء أطفالهم إلى الأطباء المشعوذين، لتقديهم قرابين من أجل ضمان الثراء والنجاح». وقالت إيلينا لوميلي، المتطوعة في منظمة «في إس أو» الخيرية البريطانية التي تساعد على منع الإساءة إلى الأطفال في أوغندا «لطالما كانت حالات التضحية بالأطفال موجودة في أوغندا، لكن تزايدت الظاهرة بسبب تزايد البطالة والفقر».

وأدى نقص المواد الغذائية الذي يضرب المناطق الأشد فقرا في شمال وشرق أوغندا إلى تأمين الطلب على الأطفال، من أجل مراسم التضحية. وفي يناير الماضي، تم القبض على امرأة في العشرينات لقيامها بخطف طفل لبيعه لأحد أطباء الشعوذة الذين يدفعون مبالغ كبيرة. وتقول الشرطة الأوغندية إن الزيادة في الظاهرة ترجع من بعض النواحي إلى الزيادة الكبيرة في حالات تهريب الأعضاء البشرية. وفي مايو الماضي، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرا قالت فيه إن أوغندا أصبحت مركزا عالميا لتهريب البشر، وسلط التقرير الضوء على زيادة التجارة في الاطفال.

وقالت قوة الشرطة المخصصة لمكافحة تهريب الأطفال إن معظم جثث الأطفال التي تم العثور عليها خلال الاشهر القليلة الماضية كان ينقصها بعض الأجهزة، مثل الكليتين أو القلب أو الكبد، حيث تبدو هذه التفاصيل غير منسجمة مع ممارسات طقوس التضحية البشرية التقليدية في أوغندا.

تويتر