الجيش الباكستاني يبدأ هجوماً برياً وجوياً على معاقل «طالبان»
قتل أربعة جنود باكستانيين على الأقل وأصيب 12 آخرون بجروح، مع بدء عملية برية وجوية للجيش أمس، ضد أهم معاقل حركة طالبان الباكستانية، في جنوب وزيرستان القبلية (شمال غرب)، وأبدى المسلحون المجهزون بأسلحة ثقيلة مقاومة عنيفة.
وفي التفاصيل، بدأ الجيش الباكستاني أمس هجوماً برياً وجوياً واسع النطاق في جنوب وزيرستان، المعقل الرئيس لحركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة.
وتحركت القوات البرية في ثلاثة اتجاهات نحو المناطق التي تسيطر عليها «طالبان باكستان». وترافق الهجوم البري مع قصف جوي بغية ضرب المواقع الدفاعية التي نصبها المسلحون.
وأعلن الجيش في بيان أنه خلال تبادل إطلاق النار قتل جنديان وجرح أربعة آخرون في مندانا، وذكر أن أربعة عسكريين آخرين أصيبوا بجروح في تبادل النيران أو بقذائف «طالبان».
وقال مسؤول عسكري في بيشاور كبرى مدن شمال غرب البلاد لوكالة فرانس برس، طالباً عدم كشف اسمه، إن «القوات تواجه مقاومة عنيفة»، وإن المسلحين «يستخدمون أسلحة ثقيلة».
وذكر مسؤول في الإدارة المحلية، رافضاً كشف اسمه أيضاً ، أن القوات تواجه مقاومة في محيط شارونجي، أولى المناطق على طريق تقدمها في منطقة قبائل محسود، التي يتحدر منها القسم الأكبر من مسلحي حركة طالبان الباكستانية المتحالفة.
وأعلن الجيش في وقت سابق أن نحو 28 ألف جندي تأهبوا لمواجهة ما يقدر بـ10 آلاف من مسلحي حركة طالبان. وقال مسؤولون أمنيون إن نحو 500 من قوات الكوماندوز وصلوا إلى المنطقة أمس. وعزز الجيش هجماته بنيران المدفعية والهجمات الجوية خلال الأيام الماضية، وفر آلاف المدنيين.
وقال مسؤول حكومي إن السلطات فرضت حظر تجول على طول الطرق في جنوب وزيرستان لحماية القوات التي تتحرك باتجاه معاقل المسلحين.
وذكر مسؤول في المخابرات أن الجنود والدبابات والمدفعية يجري نقلها باتجاه مناطق «طالبان». وعلقت على ما يبدو خدمات الاتصالات الهاتفية في المنطقة.
وأفاد مسؤول آخر في المخابرات بأن قنابل زرعت على الطرق انفجرت أمس، قرب قوافل عسكرية في شمال منطقة وزيرستان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة خمسة.
وفي إظهار للوحدة قبل الهجوم، أعطى مسؤولو الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية، أول من أمس، دعمهم الكامل للجيش الذي تعهد باستئصال التمرد، واستعادة سلطة الدولة. واطلع قائد الجيش الجنرال أشفق كياني مسؤولي الحكومة وقادة الأحزاب على الوضع، واتفقوا جميعاً على أن المسلحين يشكلون تهديداً شديداً لسيادة وسلامة الدولة. وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني «تأكد التوافق الوطني على فرض سلطة الدولة لاستئصال هذه العناصر».
وتأتي عملية الجيش بعد هجمات تبنتها حركة طالبان، بدأت في الخامس من أكتوبر الجاري، بتفجير انتحاري على مكتب للأمم المتحدة في إسلام أباد، وتضمنت هجمات على مقر الجيش والشرطة وفي أماكن عامة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصاً.