صدور الجزء الأول من مذكرات صدام
صدر الجزء الأول من مذكرات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي احتوى على مذكراته منذ 1959 إلى تسلمه السلطة والحروب التي خاضها إلى سقوط بغداد واعتقاله من الجيش الأميركي، ثم إعدامه في 30 ديسمبر 2006 في أحد سجون بغداد.
وقال المحامي خليل الدليمي الذي ألف الكتاب، وسبق له أن التقى صدام 144 مرة منذ اعتقاله حتى قبل أيام قليلة من إعدامه، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن عنوان الكتاب الصادر عن «دار المنبر» للطباعة المحدودة في الخرطوم «صدام حسين من الزنزانة الاميركية.. هذا ما حدث»، ويتألف من 480 صفحة و27 فصلا وملاحق وصور مختلفة لصدام وعائلته.
وأضاف أن الكتاب يتضمن مذكرات صدام، ابتداء من ،1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة، والحروب التي خاضها والعلاقات العراقية ـ الأميركية. وأفاد أن الكتاب يتطرق كذلك إلى مشكلة الأكراد وتأميم النفط العراقي والحرب العراقية ـ الإيرانية (1980ـ 1988) وموضوع الكويت ومن الذي كان السبب في كل ما جرى بتفاصيل دقيقة، في إشارة إلى الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس .1990 وأوضح أن المذكرات أخذها من صدام شفويا، لأن الأميركيين كانوا يمنعون أي تداول للأوراق بينهما، وأضاف «اضطر إلى أن يحدثني عما جرى شفويا، كي أدونه حال مغادرتي السجن».
وأفاد أن صدام حسين يتطرق في مذكراته إلى اللقاء الذي جرى (قبل غزو الكويت) مع السفيرة الأميركية لدى العراق إبريل غلاسبي، وأحداث « 11 سبتمبر» في نيويورك، أين كان صدام وكيف سمع الخبر، ولماذا لم يرسل برقية تعزية للأميركيين.
وقال الدليمي إن الكتاب يتطرق كذلك إلى سقوط بغداد في التاسع من إبريل 2003 بالتفصيل وأسباب السقوط. ويتضمن فصلا كاملا عن قائد الحرس الجمهوري الفريق أول الركن سيف الدين الراوي الذي تحدث عن معركة المطار، في إشارة إلى مطار بغداد الدولي قبيل دخول القوات الأميركية إلى بغداد. وأوضح أن الكتاب يتطرق كذلك إلى ظروف اعتقاله وحياته داخل المعتقل، وكيف كان يقضي يومه كإنسان عادي.
وبحسب مذكرات صدام، فإنه كان يقرأ القرآن الكريم، ويصلي خمس مرات في اليوم خلال اعتقاله، وكان مهووسا بالنظافة ويدخن السيجار الكوبي الذي كان مولعا به، ويمارس الرياضة في زنزانته الصغيرة.
وأوضح أن صدام تحدث عن كل شيء، حتى انه أوصى في مذكراته بالشخص الذي يمكن أن يتحمل المسؤولية من بعده». وبحسب الدليمي، فإن «المذكرات كاملة قد تصدر في ثلاثة أجزاء قد تصل إلى 2000 صفحة، يتضمن الثاني منها مذكراته الخطية، وسيتضمن الثالث ديوانه الشعري.
وقال إن مذكرات صدام حسين تضم آلاف الصفحات، منها 400 صفحة بخط يده.
وأضاف أن المذكرات ستكشف للعالم كل ما حصل للعراق قبل تولي صدام القيادة والسلطة في العراق حتى الاحتلال الأميركي. وأوضح الدليمي أن «صدام كان مؤمنا بالقدر، وكان يؤكد لي دوما أن الاحتلال ليس عبثيا، ورأسي ليس المقصود من هذا الاحتلال، وإنما العراق والمنطقة».