مقتل 92 بانفجار يهزّ بيشاور

الانفجار وقع في سوق بيبال ماندي المزدحمة في بيشاور.                 إي.بي.إيه

لقي 92 شخصاً على الأقل مصرعهم، وأصيب نحو 170 آخرين في انفجار سيارة مفخخة أمس، في سوق مكتظة في بيشاور شمال غرب باكستان، في حين أكدت واشنطن أنها ستقف إلى جانب إسلام أباد في قتالها ضد المسلحين، متعهدة ببدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.

وفي التفاصيل، فجرت سيارة مفخخة في سوق بيبال ماندي المزدحمة في المدينة القديمة في بيشاور، والتي تعتبر أكثر مناطق المدينة اضطراباً، ما أدى إلى اشتعال حريق هائل، وتسبب في انتشار الفزع بين مرتادي السوق.

وصرح الطبيب حميد أفريدي رئيس المستشفى الحكومية لوكالة فرانس برس «استقبلنا 92 جثة و213 جريحاً، ونواجه نقصاً في الدم». وذكر أطباء في مستشفى «ليدي ريدينغ» الحكومي أن معظم القتلى من النساء والاطفال، وأطلق الأطباء نداء إلى السكان بالتبرع بالدم.

وأبلغ خبير تفكيك المتفجرات شفقات مالك الصحافيين أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة وقال «بعض الناس مازالوا عالقين داخل مبنى، ونحاول إنقاذهم».

وتسبب التفجير في المدينة الواقعة على مشارف منطقة القبائل المضطربة في احتجاز عديدين تحت أنقاض المتاجر المدمرة.

وتصاعدت ألسنة اللهب من بين الركام المشتعل، وتصاعد الدخان في الهواء، في حين انهارت المباني وتحولت إلى ركام وغبار. وأجلت الشرطة السكان الذين تملكهم الرعب من بين حطام المباني المشتعلة، كما سارع عمال الإطفاء إلى إخماد الحرائق.

وقال الطبيب مسلم خان «تنتشر الأشلاء. والناس في كل مكان. ومصابون بحروق. توجد جثث وجرحى كثيرون».

وقبل ساعات من تفجير بيـشاور الذي يعد من أكثر الهجمات التي تشهدها باكستان دموية، وصلـت وزيرة الخـارجـية الأميركية هيلاري كليـنتون إلى إسلام أباد، حيث تعد أرفع مسـؤول أميركـي يزور باكستان منذ وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما باكستان في قلب الصراع ضد تنظيم القاعدة، وجعل محـاربة القـاعدة في أفغانستان المجـاورة على رأس أولويـاته.

وأكدت كلينتون عقب التفجير أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب باكستان في قتالها ضد من أسمتهم «الجماعات الوحشية المتطرفة».

وقالت في مؤتمر صحافي إن «باكستان تخوض كفاحا متواصلا ضد الجماعات المتطرفة العنيدة والشرسة، والتي تقتل الأبرياء وتروع المجتمعات».

وأضافت «هذا كفاحنا نحن أيضا، ونشيد بالجيش الباكستاني لقتاله الشجاع، ونقف جنبا إلى جنب مع الشعب الباكستاني في قتاله من أجل السلام والأمن، وسنمدكم بالمساعدة التي تحتاجون اليها».

وصرحت كلينتون لصحافيين رافقوها في رحلتها في وقت سابق «نفتح صفحة جديدة في العلاقات التي كانت تتسم في السنوات الماضية بشكل خاص بأنها أجندة أمنية ولمكافحة الإرهاب». وقالت إنه على الرغم من أن ذلك «يبقى أولوية كبيرة، ولكننا ندرك كذلك أنه من المهم توسيع علاقاتنا مع باكستان»، مؤكدة أن الولايات المتحدة تريد «تعزيز الديمقراطية» والمؤسسات المدنية.

وتأتي زيارة كلينتون في منعطف مهم لباكستان، بعد أن أظهر تصاعد الهجمات الدموية أن مسلحي حركة طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة يستطيعون استهداف أي شخص في أي مكان، وفي الوقت الذي يشن فيه الجيش هجوما واسـعا، ضد حركة طالبان في جنوب وزيرستان في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان.

وأقرت كلينتون بوجود «سوء فهم» و«خلل في الاتصالات» بين البلدين، إلا أنها أكدت أن إدارة أوباما ملتزمة ببناء علاقة طويلة الأمد مع البلد المضطرب. وقالت إن «تسعة أشهر ليست فترة طويلة لتغيير علاقة فيها شوائب كثيرة».

وأضافت «رفعنا مستوى التخاطب وتبـادل المعـلومات خـلال الأشـهـر التسعة الماضية».

وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز الحكومة المدنية في باكستان، والتي توترت علاقاتها مع الجيش المتنفذ في أعقاب إقرار خطة المساعدات الأميركية غير العسكرية الضخمة البالغة قيمتها 5.7 مليارات دولار.

وانتقد الجيش والمعارضة الباكستانية الخطة التي تهدف إلى مساعدة باكستان في قتالها المسلحين، عن طريق بناء المدارس وتدريب الشرطة وتعزيز الديمقراطية، بحجة أنها تنتهك سيادة باكستان.

وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن «قلقها» بشأن المعارضة، موضحة أن الخطة لا تفرض أية شروط على باكستان، متعهدة بتقديم مزيد من المساعدات. وقالت «سنكشف عن استثمارات نقوم بها في باكستان على الصعيد المدني»، في إشارة إلى إيجاد الوظائف وإيجاد مصادر طاقة يمكن الاعتماد عليها، وكذلك المساعدة في قطاعي التعليم والرعاية الصحية.

تويتر