«حماس» تتوعـد بمنع الانتخابات في غـزة ومساءلة المشاركين

جنود إسرائيليون يجلون أحد زملائهم الجرحى أثناء تمرين في مستوطنة قرب غزة.                أ.ب

توعدت حركة المقاومة الإسلاميــة «حماس» بمنـع إجراء الانتخابات التي دعا إليهــا الرئــيس الفلسطيني محمود عباس في قطاع غزة، ومســاءلة من يشارك فيها. ودعــا عضــو اللجنــة المركزية لحركة «فتح » الأسير مروان البرغوثي «حماس» إلى الإسراع بالتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة لإنهاء الانقسام السياسي.

وتفصيلاً، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة في غزة في بيان «رفضها إجراء الانتخابات في القطاع، لأن إعلانها جاء ممن لا يملك حق الإعلان عنها، وجاءت من دون توافق وطني». وأضافت أنها «ستقوم بمساءلة كل من يتعاطى مع هذه الانتخابات».

وأصدر عباس مساء الجمعة مرسوماً رئاسياً لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 24 يناير المقبل في الأراضي الفلسطينية كافة. وأعلنت «حماس» التي تسيطر على غزة رفضها المرسوم، واعتبرت الجهة التي أصدرته «غير شرعية وغير دستورية».

وأعربت الحركة مرات عن معارضتها للانتخابات من دون اتفاق معها، ولكن هذه المرة الأولى التي تعلن فيها رسمياً أنها ستمنع إجراءها في غزة.

وكان من المقرر التوقيع على اتفاق المصالحة بين «فتح» و«حماس» في 26 من الشهر الجاري برعاية مصرية في القاهرة، لكن الحركة الإسلامية طلبت التأجيل، معللة موقفها بموافقة السلطة الفلسطينية على سحب تقرير غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة من مناقشات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بداية الشهر.

وكان مشروع المصالحة المصري يقضي بتأجيل الانتخابات لمدة ستة اشهر.

وفي رام الله، صرح عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت، إن القيادة الفلسطينية الآن تتابع الاتصال مع الدول العربية كافة لممارسة دورها على حركة حماس لتسهيل إجراء الانتخابات، موضحا أن مرسوم الرئيس عباس حظي بدعم من المجلس المركزي الفلسطيني ومن اللجنة التنفيذية لإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، كونها استحقاقاً دستورياً .

ودعا مروان البرغوثي أمس «حماس» إلى الإسراع بالتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة لإنهاء الانقسامين السياسي والجغرافي اللذين نتجا عن سيطرة الحركة على غزة. ونقل وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع عن البرغوثي، بعد زيارة له في سجن هداريم، تشديده على الوحدة الوطنية.

وقال البرغوثي إن الهم الأساسي للشعب الفلسطيني وللأسرى داخل سجون إسرائيل «هو زوال الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية، وتحقيق أحلام الشعب في إقامة دولته المستقلة».

وأضاف أن المرسوم الرئاسي بإجراء انتخابات في موعدها استحقاق دستوري وشرعي، وتأكيد بالرجوع إلى الشعب الفلسطيني في عملية ديمقراطية وتعددية سياسية، تضمن للجميع المشاركة في بناء النظام السياسي الفلسطيني.

وأوضح انه لا يمكن إجراء انتخابات من دون إنهاء الانقسام «ولا يجوز لأي شخص كان أن يأخذ الشعب الفلسطيني ومصيره رهينة لمصالحه الضيقة وأجنداته الخاصة».

وقال عضو اللجنة المركزية في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي إن «الانقسام انعكس على واقع الحركة الأسيرة، وأعطى فرصة ذهبية لحكومة إسرائيل في تشديد إجراءاتها وممارساتها التعسفية تجاه حقوق الأسرى، وعزز المواقف الإسرائيلية المتزمتة، وسهل فرض الحقائق الاستيطانية والأمر الواقع على الأرض الفلسطينية».

وفي غزة، أصيب 16 فلسطينياً بجروح في انهيار نفق في منطقة الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ معاوية حسنين إنهم نقلوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح للعلاج .

 
عباس: لدينا بدائل حال تدمير إسرائيل التسوية

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الشعب الفلسطيني لن يعدم الخيارات والبدائل، إذا واصلت حكومة إسرائيل تدمير إمكانات وفرص حل الدولتين التي لم تزل قابلة للتحقيق «إذا ما صح العزم وصدقت الإرادة». وأهاب في خطاب أمام ملتقى القدس الدولي في الرباط أمس «بأشقائنا وأصدقائنا» الاستجابة لصرخة القدس واستغاثتها، بمضاعفة الجهد المنظم، والإسناد السياسي والمادي، في مختلف المجالات، خصوصاً أنها عاصمة الثقافة العربية لهذا العام. وقال «نصرتها اليوم، وهي تعيش هذه المحنة، هي انتصار لتلك المثل والقيم، وروح الشرائع والعقائد، انتصار للسلم والاستقرار والتعايش بين الناس والثقافات والأديان على الرغم من التنوع والاختلاف».

وحذر الرئيس الفلسطيني من الوضع الخطير في القدس، بعد أن مهد لذلك غلاة التطرف والاستيطان، وبغطاء رسمي، وشدد على أن القدس أصبحت عنوان المواجهة وموضوعها ومضمونها. وأكد أن السياسة الإسرائيلية القائمة على الإملاء وفرض الأمر الواقع واستباق نتائج المفاوضات «لن نقبلها ولن نستسلم لها، ونعتقد أن المجتمع الدولي لن يقبل بها، لأنها تخالف كل قراراته ومبادئه وقوانينه، وتكرس نموذجاً من شأنه تدمير الأسس التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وتغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي للأرض المحتلة عبر تهجير سكانها وإحلال سكان آخرين مكانهم» . وشدد على أن الوقف الكلي للاستيطان وإجراءات التهويد، خصوصاً في القدس، لا يشكل أساساً للشروع في عملية سلام جادة فقط، بل هو مؤشر على نجاح العملية التي يجب أن تقود حتماً إلى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي التي احتلت في،1967 وعاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين. الرباط ــ وكالات
تويتر