نجاد: العلاقات مع الغرب انتقلت من المواجهة إلى التعاون

مفتشو الوكالة الذرية قالوا لدى وصولهم فيينا أمس إن زيارتهم إلى إيران كانت جيدة. أ.ب

صرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن العلاقات بين بلاده والغرب حول الملف النووي الإيراني «انتقلت من المواجهة إلى التعاون»، مؤكداً استعداده لتبادل الوقود النووي. وسلمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردها على «مشروع اتفاق»، تقدمت به الوكالة بشأن تخصيب اليورانيوم.

وفي التفاصيل، قال نجاد في خطاب ألقاه في مشهد (شمال غرب)، ونقله التلفزيون مباشرة على الهواء، «في السابق، كانوا يطالبون بوقف البرنامج النووي الايراني، واليوم، وافقوا على تبادل الوقود النووي، والمشاركة في بناء مفاعلات ومحطات نووية. انتقلوا من سياسة المواجهة إلى التعاون». وأضاف «نرحب بتبادل الوقود النووي، وبالتعاون النووي، وببناء مفاعلات ومحطات نووية. نحن مستعدون للتعاون».

وأكد نجاد أن «الظروف المواتية توافرت لحصول تعاون نووي مع الدول الغربية». وقال «سنصافح كل يد تُمد إلينا بنزاهة، ولكن، إذا كانت هذه اليد مصحوبة بمؤامرة وكذب، فسيكون ردنا عليها مماثلاً للذي أعطيناه للرئيس الأميركي السابق جورج بوش وعملائه». وشدد على أن إيران «لن تتراجع قيد أنملة عن حقها المطلق» في برنامجها النووي السلمي.

ويأتي الخطاب التصالحي للرئيس الإيراني في وقت سلمت فيه طهران الوكالة الذرية ردها على مشروع اتفاق للوقود النووي، تقدمت به الوكالة لحل أزمة الملف النووي الإيراني المثير للجدل.

ونقل تلفزيون العالم، الإيراني الرسمي الناطق بالعربية، عن مصدر مطلع قوله إن إيران سلمت ردها على مشروع الاتفاق إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص الوقود النووي، ولم يكشف عن فحوى الرد.

وتم الإعلان عن مشروع الاتفاق في فيينا في 21 أكتوبر الجاري، في ختام مفاوضات استمرت يومين ونصف اليوم بين طهران من جهة وباريس وموسكو وواشنطن من جهة أخرى.

ويرى دبلوماسيون غربيون أن «مشروع الاتفاق «ينص على أن تسلم إيران من الآن وحتى نهاية 2009 ما بين 1200 إلى 1500 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب (دون 5٪)، على الرغم من معارضة مجلس الأمن الدولي، لتخصيبه بنسبة 19.75٪ في روسيا، تنتج منه فرنسا «قضبانا نووية» لمفاعل طهران للأبحاث الذي يعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن مسؤولين إيرانيين رفضوا فكرة إرسال هذا الكم الكبير من اليورانيوم المخصب إلى الخارج لتخصيبه هناك. وبحسب صحيفة «جوان» الإيرانية المحافظة أمس، فإن طهران ستقترح على الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمالين لتسليم اليورانيوم المخصب، في إطار تعديلات ستطلب إدخالها على مشروع الاتفاق حول تخصيب وقودها النووي في الخارج.

وأفادت الصحيفة، استنادا إلى «مصدر مطلع»، بأن طهران ستقترح في التعديل الأول «تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5٪ تدريجياً» لتحصل في المقابل على وقود مخصب بنسبة 20٪ الضرورية لمفاعل أبحاث طهران.

وفي التعديل الثاني المحتمل، ستقترح طهران أن تتبادل في الوقت نفسه كمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب في مقابل الوقود النووي الضروري لمفاعل طهران. وفي هذه الفرضية، سيتم تحديد كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5٪ التي سيتم تسليمها «استناداً إلى الحسابات التقنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية»، لإنتاج كمية الوقود اللازمة، بحسب الصحيفة.

وخلال الأيام الأخيرة، أكد مسؤولون وصحف في إيران أن مفاعل طهران في حاجة فقط إلى 30 كيلوغراماً من الوقود لتشغيله خلال السنوات الـ15 المقبلة، لكن المصادر نفسها اعتبرت أن إنتاج هذا الكم من الوقود يستلزم فقط مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المنخفض التخصيب.

من جهة أخرى، قال رئيس بعثة الوكالة الذرية هيرمان ناكيرتس لتفقد المنشأة النووية الإيرانية الجديدة إن زيارة المفتشين كانت جيدة، ولم يقدم أي تفاصيل، وذلك لدى وصوله إلى فيينا بعد زيارة استمرت أربعة أيام مع الأعضاء الثلاثة الآخرين في فريقه . وأضاف «زرنا منشأة فوردو للتخصيب، والآن، سنحلل البيانات، ثم سيكون لدى المدير العام تقرير في الوقت المناسب».

وامتنع عن قول ما إذا كان فريق الخبراء اكتشف أي شيء مفاجئ، أو ما إذاتمكن من زيارة الموقع بأكمله. وبني الموقع داخل جبل، على بعد نحو 160 كيلومتراً جنوب طهران.

تويتر