فلسطينيون يمزّقون صور أوباما ويتّهمونه بـ«الكذب»
لم يكن أمام سمير عادل الذي يعمل معلماً إلا أن يمزق ملصقاً للرئيس الأميركي باراك أوباما مكتوباً عليه بأحرف إنجليزية «هوب» وتعني بالعربية «الأمل»، عندما أعلنت وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون ضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي دون شروط، ما يعتبر صفعة على وجه الفلسطينيين الذين يصرون على وقف الاستيطان شرطاً لاستئناف المفاوضات، وتراجعاً واضحاً عن موقف أوباما وإدارته إزاء الاستيطان الذي كان يوصف فلسطينياً وعربياً بالعادل، وإسرائيلياً بالمتشدد، حتى إن متطرفين يهوداً وزعوا ملصقات قرب المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة عليها صورة أوباما يرتدي الكوفية الفلسطينية.
ويقول عادل، شعرت وكثير من الفلسطينيين بأمل كبير عقب انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وتعزز ذلك بعد خطاب القاهرة الشهير ومواقفه المتشددة إزاء الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بما فيها القدس، حينها قمت باستخراج هذه الصورة من أحد مواقع الانترنت وطبعتها بحجم كبير بل وأرسلتها إلى المتفائلين من محيطنا، لكن الأمور اختلفت الآن.
ويضيف عادل، مع الوقت بدأنا ندرك أن أوباما «بياع حكي»، لكن كان إعلان الإدارة الأميركية عن ضرورة استئناف المفاوضات دون شروط، أي التراجع عن الموقف المتشدد ضد الاستيطان، أكبر دليل على أنه «كذاب»، وليس مجرد «بياع حكي»، وبالتالي كان تمزيق صورته أقل ما يمكن فعله للتعبير عن غضبي.
وقالت الطالبة الجامعية سعاد منصور، أصبنا بخيبة أمل كبيرة جراء مواقف أوباما وإدارته الأخيرة وتراجعه عن رفضه التوسع الاستيطاني ومطالبته بإيقافه. كنا نعتقد أنه لن يكون أول رئيس أميركي أسود فحسب، بل لربما أول رئيس أميركي يسعى إلى تحقيق سلام عادل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكن من الواضح أنه لا يختلف عمن سبقوه.
وتجد زميلتها سناء عدنان أن أوباما قد يكون أشد خطراً حتى من بوش، فهو مراوغ على ما يبدو، مستغربة فوزه بجائزة نوبل للسلام على مجرد نيات كان يراها البعض صادقة، مطالبة بسحب الجائزة منه بعد مواقف الإدارة الأميركية الأخيرة، خصوصاً ما يتعلق بحسم معركة الاستيطان لصالح الاحتلال الإسرائيلي، «سارق الأرض والتاريخ»، مضيفة أن طلب أميركا استئناف المفاوضات دون شروط انحياز واضح لصالح إسرائيل وحكومتها المتطرفة برئاسة نتنياهو. أعتقد أن ورقة التوت التي كان يستر بها أوباما عورته أمام الفلسطينيين والعرب سقطت الآن «مش راح يضحك علينا من اليوم وطالع بكلمة السلام عليكم». أي سلام هذا يا أوباما ؟».
وعبرت فصائل فلسطينية عن استيائها مما وصفته بالتراجع الأميركي عن مواقفها إزاء الاستيطان عبر طلبها من الجانب الفلسطيني استئناف المفاوضات دون شروط، في وقت قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: أميركا تتفاوض مع الإسرائيليين وليس مع الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات، لأن الفلسطينيين موقفهم واضح منذ البداية في هذه المسألة، وهو وقف الاستيطان والعمل وفق المرجعيات التي تم التفاوض على أساسها في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.